الرياء
وذلك أن العبد يريد بعمل الآخرة ويقصد به الرياء والسمعة أو عرضا من الدنيا فمن راءى حبط عمله وحرم الثواب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه، فقال : الرياء يقول الله عز وجل يوم القيامة للمرائين : اذهبوا إلى ما كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم من جزاء ]
الراوي: محمود بن لبيد الأشهلي المحدث: ابن باز - المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 44/1
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
الكبر
والكبر أن يتعاظم المرء نفسه وهو ذنب عظيم يوجب دخول النار.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ لا يدخل الجنة رجل في قلبه مثقال ذرة من كبر ]
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 6/22
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
الحسد
والحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير
من أخطر الذنوب
قال تعالى في الاستعاذة من الحسد والحاسد:
{ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}
﴿الفلق: ٥﴾
الظن السوء
وهو ذنب عظيم قد يوجب للعبد الردة والعياذ بالله. وهو إساءة العبد الظن بربه في وعده ووعيده والسنن التي يجريها الله على الأمم.
قال تعالى:
{ الظَّانِّينَ بِاللَّـهِ ظَنَّ السَّوْءِ}
﴿الفتح: ٦﴾
وقال تعالى:
{ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا }
﴿الفتح: ١٢﴾
الغل
ومن الذنوب الخطيرة التي تدل على عدم سلامة القلب وقلة النصح للعباد الغل والحقد وهو أن يحمل العبد في قلبه غلا وحقدا على أحد من المسلمين لسبب أو لغير سبب.
قال تعالى في ذكر دعاء الصالحين
{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }
﴿الحشر: ١٠﴾
الشح
ومن الذنوب العظيمة التي إذا أصابت العبد أهلكته وجعلته عبدا للدنيا يغضب ويرضى لأجلها الشح وشدة الطمع والحرص على جمع حطام الدنيا ولو على حساب دينه.
قال تعالى:
{ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
﴿التغابن: ١٦﴾
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ واتقوا الشح ؛ فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دمائهم ، واستحلوا محارمهم ]
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 373
خلاصة حكم المحدث: صحيح
طول الأمل
ومن أعظم ما يفتن قلب المؤمن ويجعله يعيش في الأماني وتسويف التوبة طول الأمل. فيظن العبد أن حياته طويلة وأنه سيعمر في هذه الدار. وهذا الشعور السيء دليل على حب الدنيا وإيثارها على الآخرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ يهرم ابن آدم ، ويبقى معه اثنتان : الحرص على المال ، والحرص على العمر ]
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8174
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال : [ يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل واعدد نفسك في الموتى ]
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 6/343خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
والذنوب كثيرة والمقصود تنبيه المؤمن على أن يفطن لخطر الذنوب الخفية ويسعى جاهدا في التخلص منها ولا يزكي نفسه ويكون شديد الحذر والخوف من سوء الخاتمة ويجعل في وقته وفكره وبرامجه نصيبا للعناية في هذه المسائل الخفية والأحوال القلبية.
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
ا;لإحسان والسعادة
"الإحسان يجعلك أكثر سعادة" عنوان آخر بحث علمي في رحلة البحث عن أسرار السعادة، حيث ثبت أن إنفاق المال على الفقراء يمنح الإنسان السعادة الحقيقية، أليس هذا ما أكده القرآن؟! لنقرأ....
Fakher Kayyali@Gmail.Com
لفت انتباهي نص عظيم في كتاب الله تبارك وتعالى يؤكد على أهمية الإنفاق والتصدق بشيء من المال على الفقراء والمحتاجين، ويؤكد الله في هذا النص الكريم على أن الذي ينفق أمواله في سبيل الله لا يخاف ولا يحزن، أي تتحقق له السعادة! يقول تبارك وتعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 261-262].
وهكذا آيات كثيرة تربط بين الصدقة وبين سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، ولكن البحث الذي صدر حديثاً ونشرته مجلة العلوم يؤكد على هذه الحقيقة القرآنية!!! فقد جاء في هذا الخبر العلمي على موقع بي بي سي أن الباحثين وجدوا علاقة بين الإنفاق وبين السعادة، وقد أحببتُ أن أنقل لكم النص حرفياً من موقعه ونعلق على كل جزء منه بآية كريمة أو حديث شريف:Fakher Kayyali@Gmail.Com
"يقول باحثون كنديون إن جني مبالغ طائلة من الأموال لا يجلب السعادة لإنسان، بل ما يعزز شعوره بالسعادة هو إنفاق المال على الآخرين. ويقول فريق الباحثين في جامعة بريتيش كولومبيا إن إنفاق أي مبلغ على الآخرين ولو كان خمسة دولارات فقط يبعث السعادة في النفس.
إنهم يؤكدون أن الإنفاق ضروري ولو كان بمبلغ زهيد، أليس هذا ما أكده الحبيب الأعظم عندما قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة) أي بنصف تمرة!! أليس هذا ما أكده القرآن أيضاً بقوله تعالى: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) [الطلاق: 7].
ويضيف في البحث الذي نشر في مجلة "العلوم أو سينس" إن الموظفين الذين ينفقون جزءاً من الحوافز التي يحصلون عليها كانوا أكثر سعادة من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك. وأجرى الباحثون أولا دراسات على 630 شخصا طلب منهم أن يقدروا مبلغ سعادتهم، ودخلهم السنوي وتفصيلات بأوجه إنفاقهم أثناء الشهر بما في ذلك تسديد الفواتير وما يشترونه لأنفسهم أو للآخرين. وتقول البروفيسورة إليزابيث دان التي ترأست الفريق "أردنا أن نختبر نظريتنا بأن كيفية إنفاق الناس لأموالهم هو على الأقل على نفس القدر من الأهمية ككيفية كسبهم لهذه الأموال". وتضيف "بغض النظر عن حجم الدخل الذي يحصل عليه الفرد فإن أولئك الذين أنفقوا أموالا على آخرين كانوا أكثر سعادة من أولئك الذين أنفقوا أكثر على أنفسهم. Fakher Kayyali@Gmail.Com
أحبتي! هذه نتائج أبحاثهم، وهذا ما أخبرنا به الله تعالى عندما ربط بين الإنفاق وبين التخلص من الخوف والحزن أي اكتساب السعادة: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 274]. ويقول عز وجل: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) [الرحمن: 60].
ثم قام الفريق بعد ذلك بتقييم مدى سعادة 16 من العاملين في إحدى المؤسسات في بوسطن قبل وبعد تلقيهم حوافز من حصيلة الأرباح، والتي تراوحت بين 3 آلاف دولار و8 آلاف دولار. وبدا من النتائج أن مقدار الحوافز ليس هو المهم بل أوجه إنفاقها. فأولئك الذي أنفقوا قسما أكبر من حوافزهم على الآخرين أو تبرعوا بها قالوا إنهم استفادوا منها أكثر من أولئك الذي أنفقوا حوافزهم على احتياجاتهم.
هذه النتيجة تجعلنا نعتقد أن الإنسان عندما ينفق المال فإنه لا يخسر ولا ينقص ماله بل يزيد!! أليس هذا ما أكده نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم عندما قال: (ما نقص مال من صدقة)؟ أي أنك مهما أنفقت من مالك فلن ينقص هذا المال بل سيزيد لأن هذا الإنفاق يعطيك شعوراً بالسعادة مما يتيح لك التفكير السليم في كيفية الحصول على المال بشكل أفضل!
ولذلك فإن الله قد تعهد أن يضاعف لك المال الذي تنفقه، يقول تعالى (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: 245]. وربما قرأنا عن أغنى رجل في العالم "بيل غيتس" عندما قرر أن يتبرع بجزء كبير من ثروته يقدر بعشرات المليارات لأنه أحس أنه من الضروري أن يفعل ذلك ليحصل على السعادة!!!Fakher Kayyali@Gmail.Com
وفي تجربة أخرى أعطى الباحثون كل فرد من مجموعة تتألف من 46 شخصا مبلغ 5 دولارات أو 20 دولارا وطلبوا منهم إنفاقها بحلول الساعة الخامسة من مساء ذلك اليوم. وطلب من نصف المشاركين إنفاق ما أعطوا على أنفسهم فيما طلب من الباقين إنفاقه على غيرهم.
قال الذين أنفقوا الأموال على غيرهم إنهم يشعرون بسعادة أكبر بنهاية اليوم من أولئك الذين أنفقوا الأموال على أنفسهم، بغض النظر عن قيمة المبلغ الذي أعطي لهم. وتقول دان: إن هذه الدراسة تعطي دليلا أوليا على أن كيفية إنفاق الناس لأموالهم قد تكون بنفس قدر أهمية كم يكسبون.
وهنا نتذكر نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام عندما تصدقت عائشة بشاة وأبقت له الكتف لأنه كان يحبه من الشاة الكتف، قالت له عائشة: ذهبت الشاة وبقي الكتف يا رسول الله، قال بل قولي: ذهب الكتف وبقيت الشاة!! فكان ما ينفقه أحب إليه مما يبقيه، وهذا سر من أسرار السعادة يكتشفه العلماء اليوم فقط!Fakher Kayyali@Gmail.Com
ويؤكد الباحثون اليوم أن من أهم أسباب كسب المال أن تنفق شيئاً من المال على من يحتاجه! وهذا يعني أن الإنفاق هو سبب من أسباب الرزق! وهذا ما أكده القرآن عندما ربط بين الإنفاق وبين الرزق الكريم، يقول تعالى: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال: 3-4].
تقول البروفيسورة إليزابيث "قد يكون إنفاق المال على آخرين طريقا أشد فعالية لتحقيق السعادة من إنفاق المال على الشخص نفسه". ويقول الدكتور جورج فيلدمان أخصائي النفس في جامعة باكينغهام الجديدة "إن التبرع لأغراض الخير يجعلك تشعر أنك أفضل حالاً لأنك في مجموعة. إنه أيضا يجعل الناس ينظرون إليك باعتبارك مؤثراً للغير على النفس". ويضيف "فعلى الصعيد الشخصي إذا قدمت لك شيئا فهذا يقلل احتمال تعديك علي، ويزيد احتمال معاملتك لي بطريقة حسنة". Fakher Kayyali@Gmail.Com
ويضعون نصيحة مختصرة يقولون: "النصيحة ألا تكنز الأموال" وهنا نتذكر التحذير الإلهي: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) [التوبة: 34-35].Fakher Kayyali@Gmail.Com
إن الله جل وعلا، فرض علينا الزكاة، لأنه يريد لنا السعادة، بل وحذر من كنز الأموال وعدم إنفاقها في أبواب الخير والعلم، وربما يا أحبتي يكون أفضل أنواع الإنفاق في هذا العصر أن ننفق على العلم النافع لتصحيح نظرة الغرب للإسلام، من خلال الإنفاق على الأبحاث القرآنية التي تهدف لإظهار عظمة هذا الدين وعظمة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. وانظروا معي إلى هذه الآية الرائعة: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39]
.
لاتحزن يابنى عندما يقولون أنك تربية إمرأه
..
كلمة يتداولها العامة اليوم يقولون عن بعض
ضعاف التربية وضعاف العزم والهمة
يقولون عنه :
تربية امرأة !!
وهذه الكلمة ليس على إطلاقها
فكم من الأئمة الأعلام ربتهم أمهاتهم وكانوا هداة مهتدين
يأتي على رأسهم إمام أهل السنة والجماعة
الإمام أحمد - رحمه الله –
فكم قدمت له أمه من عناية ورعاية حتى أصبح إماما
للدنيا ، ولها – إن شاء الله – مثل أجره
.
كذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله فقد ربّته أخته
سِتّ الرَّكب بنت علي بن محمد بن محمد بن حجر .
قال ابن حجر :
وُلِدتْ في رجب سنة سبعين في طريق الحج ،
وكانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء وهي أمي بعد أمي .
وغيرهم كثير هذا في الماضي
أليست الخنساءمن شواهد التاريخ على صدق التربية ؟؟
وعلى شدتها ؟
وعلى علو همتها؟؟
وقبلها أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها
وخبرها مع ابنها.
وقد يُقال :
هذا كان في الزمن الماضي ....
يوم لم تكن هناك مغريات وفتن ونحو ذلك
فأقول :
بل حتى في هذا الزمن نساء صادقات وفي التربية
جادّات نساء ممن عاصرناهم وعاصرونا
امرأة أعرفها شخصياً
زوجة أحد الأقارب توفي زوجها وترك لها ستة أبناء
فلما عُرِض عليها الزواج بعد انقضاء عدتها بَكَت
فقيل : ما يُبكيك ؟
قالت :
أخشى أن أترك تربية أبنائي لغيري فيضيعوا .
فلم تتزوج بعد زوجها ، بل أوقفت حياتها على أبنائها .
فَسَعَتْ في تربيتهم وتعليمهم وتحفيظهم القرآن .
فحفظ بعضهم القرآن كاملا
واليوم
أكبر أولادها نال الشهادة العالية ( الدكتوراه )
وأصغرهم يدرس في كلية الطب
والبقية بين معلّم وموظف وطبيب
وهم من خيار أهل البلد إذا عُـد الأخيار
..
هذه نتيجة جهد امرأة صادقة لا تركض ولا تلهث
خلف ( الموضة ) ولا تجري وراء كل جديد
وحدثني أحد المشايخ عن امرأة عندهم في الحي
لها ثلاثة أولاد
كأنهم أيتام وما هم بأيتام !!
تخلّى عنهم أبوهم فشمّرت الأم عن ساعد
الجد وسعت في تربيتهم تربية جادة
يقومون الليل
بعضهم يحضر للمسجد قبل الأذان
بل أحدهم يؤذن أحيانا لصلاة الفجر
عندما يتأخر المؤذن .
ألحقَتْهُم بحلقات تحفيظ القرآن الكريم
يقول محدثي :
أرى فيهم الجدية وعلو الهمة وصدق التآخي
وما هذه النسوة – حفظهن الله – إلا خير شاهد على
صدق التربية ، وجدية النشأة ، وقوّة العزيمة .
إذاً لماذا يقول بعض الناس عن الخامل
:
تربية امرأة ؟!
لأن بعض الأمهات العصريات ممن همهن الجري
وراء كل جديد ، واللهث خلف سراب الموضة ،
والركض إثر شهوات النفس ومتعها وملذاتها
آثرن ذلك على حساب أولادهن فيومٌ للسوق
وآخر للحديقة و ثالث للملاهي ورابع للتمشية.
وضاع الابن بين أوقات الأم وتمشياتها وزياراتها
وآخر ما تسأل عنه الأم أولادها من بنين وبنات !!
ولا يهمها سوى أن يُوفـَّـر للابن سيارة
لماذا ؟
لتذهب وتعود وتغدو وتروح حسب مزاجها
وليَضِعْ الابن بعد ذلك !!!
وبعض الأمهات الجادات لا تُريد أن يُوفر لأولادها سيارات
حفاظاً على أولادهن ، وحرصاً على مضيِّهم في تعليمهم
ودراستهم ، بعيداً عن الفوضى والعبث .
هذا هو السبب – في نظري –
في رخاوة تربية بعض الأمهات في هذه الأزمنة .
إذا ليس العيب أن يتربى الرجل على يد امرأة
فكم من عظماء الرجال تربوا على أيدي أمهاتهم
فأفادوا أممـاً لا أمَّـة واحدة !
ولكن العيب في بعض النساء واهتماماتهن
.....
كذلك يُقال عن بعض الرجال.
فأعرف رجلا من الأقارب لا يهش ولا ينشّ !!
في تربية أولاده.
وأولاده أحق بوصف الرخاوة والضياع
وليس هذا من باب الشماتة .
بل من باب الذِّكر والتذكير ومن باب الإنصاف
أن يُذكر ما للرجل وما عليه ، وما للمرأة وما عليها .
فبارك الله في نساء مؤمنات تفوق إحداهن عشرات الرجال .
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق