السبت، 11 ديسمبر 2010

البنجر أو الشمندر أو Beta vulgaris

البنجر أو الشمندر أو Beta vulgaris

 
للبنجر فوائدة جداً كبيرة تتلخص في الآتي ...
يفيد المصابين بفقر الدم حيث يزيد معدل الهيموجلوبين في الدم بصورة سريعة جدا.
يحتوي على الحديد بكمية ليست عالية ، ولكنها تكفي لتزويد الكريات الدم الحمراء
وتوليد خلايا الدم الحمراء بالمغذيات المناسبة
يفيد اضطرابات الدورة الدموية و العصبيين والمحتاجين للمعادن المختلفة.
تزود الجسم بالاكسجين النقي كما يساعد الرئتين في اداء وظيفتها النفسية .
يفتح الشهية ويهضم بسرعة وسهولة .
عصارة الشمندر من افضل المحاليل لترسيب الكالسيوم بشكل صناعي حيث تقوم
العصارة مقام الدواء في علاج فرط ضغط الدم ، والاضطرابات القلبية ومرض
تصلب الشرايين وفي توسع الاوردة .
يفيد تناوله بانتظام على تخفيف الامساك المزمن والبواسير حيث يساعد لسيلولوز
في الشمندر على التخلص من الفضلات ، ويسهل مرور الغائط .
وكما يفيد تناوله بانتظام على تخفيف الامساك المزمن ولعلاج البواسير
يقلل من التصبغات الجلدية مثل اسمرار الرقبة .
يقلل من تساقط الشعر وحارب القشرة .
يعالج الضغط المنخفض لمدة شهرين
يوقف الافرازات المهبلية والنزيف

البنجر لعلاج قشرة الشعر
يمزج ماء الشمندر المغلي مع قليل من الخل ، ثم ينظف بها فروة الراس .

وللقضاء على القشرة نهائيا
يمزج ماء الشمندر مع الزنجبيل
ثم تدلك به الفروة مساء لمدة اربعة إلى خمسة ليال
وستدهشك النتيجة السريعة في اختفاء القشرة نهائيا .
عصائر البنجر وفوائدها:
 
عصير البنجر لتقوية الدم

هذا العصير يقوي الدم بشكل سريع وملحوظ خلال اسبوع
مكوناتة ...
حبه بنجر
نص برتقاله
نص تفاحه
ملعقه عسل
كاس ماء
الطريقة ...
يقشر البنجر ويوضع بالخلاط مع البرتقال والتفاح
لتحسين الطعم لان البنجر ليس له طعم فلازم معاه فاكهه
ويوضع الماء والعسل ويخلط جميعا ثم يصفى ويشرب
يستخدم في الصباح قبل الاكل وفي الظهر وليلا قل النوم
استخدميه لمده اسبوع وتلاحظي الفرق وزياده الدم بشكل غير معقول ...

عصير البنجر والجزر
عصر البنجر مع الجزر بكميات متساوية يفيد المصابين بـ ...
توسع الاوردة ... وتصلب الشرايين ... وضغط الدم المرتفع
اضطرابات القلب الناتجة عن توسع وسماكة الاوعية الدموية
يساعد على بناء كريات الدم بسبب احتوائه على الفسفور والبوتاسيوم والكبريت
عصير منظف للجسم
مكوناته...
بنجر مع جزر مع خيار مع القليل من البقدونس
يخلط بخلاط الفواكه حتى يكون مزيجا
فوائده..
ينظف ويشفي المرارة والكبد والكلى ويفتت الحصى
وغدة البروستات وجميع الغدد الجنسية
ويفيد المصابين بالسل ، والسرطان والتهاب الاعصاب
ويفيد للوقاية من الرشوحات ايام الشتاء

عصير مقوي للكبد
ثمرة بنجر صغيره 2 - 3 تفاح منزوع البذور
الطريقه : توضع الثمار السابقه في المطحنه
او يخلط مع عصير الفراولة والكرز والجزر

الي تبي بشرة موردة ووخدود وشفايف حمرا
عليها بالشمندر الأحمر صدقوني لذيذ وطعمة مستساغ
أما البنجر الأبيض

 
فهو يرطب الجسم ويكسبة مناعة عامة ويبعث به النشاط

اجمل الوفاء ؟؟

   

 
 
 
* كان أبو العاصِ بنُ الربيعِ العَبشيُّ - المنسوب إلى عبد شمس - القرشيُّ ، شاباً مَوفورَ الشبابِ، بهيَّ الرونقِ، رائعَ المُجتلى ( يروع من ينظر إليه )، بَسطت عليه النعمَة ظِلالها، وجَلله الحَسبُ بِردائِه، فغدا مثلاً للفروسيةِ العربية بكلِّ ما فيها من خصائلِ الأنفةِ والكبرياءِ، ومخايلِ ( علامات ) المروءةِ والوفاءِ، ومآثرِ الاعتزازِ بتراثِ الآباءِ والأجدادِ.
 
* * *
- وقد ورثَ أبو العاصِ حبَّ التجارةِ عن قريشٍ صاحبة الرحلتين: رحلةِ الشتاءِ ورحلة الصيفِ ( رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام ) ؛ فكانت ركائِبهُ لا تفتأ ذاهبة آيِبة بين مكة والشام، وكانت قافلته تضمُ المائة من الإبلِ والمائتين من الرِّجال، وكان الناسُ يدفعُون إليه بأموالهم لِيتجرَ لهم بها فوق مالِه؛ لما بلوا ( جربوا واختبروا ) من حِذقِه، وصدقِه، وأمانتِه.
 
* * *
- وكانت خالته خديجة بنتُ خويلدٍ زوجُ محمد بنِ عبد الله تنزله من نفسهَا منزلة الولدِ من أمِّه، وتفسحُ له في قلبها وبيتها مكاناً مرموقاً ينزلُ فيه على الرَّحبِ والحبِّ.
ولم يكن حُب محمد بن عبد الله لأبي العاصِ بأقلَّ من حبِّ خديجة له ولا أدنى.
 
* * *
- ومرَّت الأعوامُ سراعاً خفاقاً على بيتِ محمدِ بن عبد الله، فشبتْ زينبُ كبرَى بناتهِ، وتفتحَت كما تتفتحُ زهرةٌ فواحة الشذى بهية الرُّواء فطمحت إليها نفوسُ أبناءِ السادةِ البَهاليلِ ( السادة الجامعون لكل فضل ) من أشرافِ مكة ...
وكيف لا ؟؟!! وهي من أعرَقِ بناتِ قريشٍ حسباً ونسباً، وأكرمهِنَّ أمَّا وأباً، وأزكاهن خلقاً وأدباً.
ولكن أنى لهم ( من أين لهم ) أنْ يَظفروا بها؟!
وقد حالَ دونهم ودونها ابنُ خالتها أبو العاصِ بنُ الربيع فتى فتيانِ مكة!!
 
* * *
- لم يمضِ على اقترانِ زينبَ بنتِ محمدٍ بأبي العاص إلا سنواتٌ معدوداتٌ حتى أشرقت بطاحُ مكة بالنورِ الإلهي الأسنى، وبَعث الله نبيَّه محمداً بدينِ الهدى والحقِّ، وأمَرَه بأن يُنذرَ عشيرته الأقربين، فكان أولَ من آمن به من النساءِ زوجته خديجة بنتُ خويلد، وبناته زينبُ ورُقية وأمُّ كلثومٍ، وفاطمة، على الرغم من أن فاطمة كانت صغيرة آنذاك.
غيرَ أن صِهرَه أبا العاصِ، كرِهَ أن يُفارقَ دين آبائه وأجداده، وأبَى أن يدخلَ فيما دَخلت فيه زوجته زينبُ، على الرُّغم من أنه كان يُصفيها ( يخصها ) بصَافي الحبِّ، ويَمحضها ( يسقيها ) من مَحضِ الودادِ ( خالص الوداد وصافيه ).
 
* * *
- ولما اشتدَّ النزاعُ بين الرسول صلوات الله عليه وبين قريش؛ قال بعضهم لبعض:
وَيحَكمْ ... إنكم قد حملتم عن محمدٍ همومَه بتزويج فتيانكم من بناته، فلو رددتموهُن إليه لانشغَل بهنَّ عنكم...
فقالوا: نعم الرأيُ ما رأيتم، ومَشوا إلى أبي العاصِ وقالوا له: فارِق صاحبتك يا أبا العاص، وردَّها إلى بيتِ أبيها، ونحن نزوجُكَ أي امرأةٍ تشاءُ من كرائمِ عقيلات قريش ( أنفس نساء قريش ).
فقال: لا والله، إني لا أفارق صاحِبتي، وما أحِبُّ أنَّ لي بها ( أن لي بدلاً منها ) نساءَ الدّنيا جميعاَ .. أما ابنتاهُ رُقية وأمُّ كلثومٍ فقد طلقتا وحُملتا إلى بيتِه، فسُرَّ الرسول صلوات الله عليه بردهما إليه، وتمنى أنْ لو فعلَ أبو العاصِ كما فعلَ صاحباه، غير أنه ما كان يملك من قوة ما يُرغمهُ به على ذلك، ولم يكن قد شرع تحريمُ زواجِ المؤمنةِ من المشرِك.
 
* * *
- ولما هاجَرَ الرسول صلوات الله وسلامه عليه إلى المدينةِ، واشتدَّ أمرُه فيها، وخرجت قريشٌ لقتاله في بدر اضطرَّ أبو العاص للخرُوج معهم اضطراراً ...
إذ لم تكنْ به رغبة في قتالِ المسلمين، ولا أربٌ في النيلِ منهم، ولكنَّ منزلته في قومِه حَمَلته على مُسايرتهم حملاً... وقد انجَلت بدرٌ عن هزيمةٍ منكرةٍ لقريشٍ أذلت مَعَاطِسَ ( الأنوف ) الشرك، وقصَمَت ظهور طواغيته؛ ففريقٌ قتل، وفريق أسر، وفريق نجاهُ الفرارُ.
 
وكان في زمرة الأسرَى أبو العاص زوجُ زينبَ بنتِ محمدٍ صلوات الله وسلامه عليه.
 
* * *
- فرَضَ النبي عليه الصلاة والسلام على الأسرى فِديةً يَفتدون بها أنفسهُم من الأسرِ، وجعلها تتراوحُ بين ألف درهمٍ وأربعة آلافٍ حَسبَ منزلة الأسيرِ في قومه وغناه.
وطفقتِ الرسلُ تروحُ وتغدو بين مكة والمدينة حامِلةً من الأموالِ ما تفتدي به أسراها.
فبَعَثت زينبُ رسولها إلى المدينة يحملُ فدِية زوجها أبي العاص، وجَعلت فيها قلادةً كانتْ أهدتها لها أمُها خديجة بنتُ خويلدٍ يوم زفتها إليه... فلما رأى الرسولُ القلادة غشيت وجههُ الكريم غلالة شفافة ( ثوب رقيق شفاف يلبس على الجسد مباشرة )ٌ من الحُزنِ العميق، ورق لابنتِه أشدَّ الرقة، ثم التفت إلى أصحابه وقال: ( إنَّ زينبَ بَعثت بهذا المالِ لافتداء أبي العاص، فإن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وترُدوا عليها مالها فافعلوا ) فقالوا: نعم، ونعمة عَينٍ ( أي سنفعل ما طلبته لنقر عينك ونسرك ) يا رسول الله.
 
* * *
- غير أنّ النبي عليه الصلاة وسلام اشترط على أبي العاصِ قبل إطلاقِ سراحهِ أن يُسيِّر إليه ابنته زينبَ من غيرِ إبطاءٍ...
فما كادَ أبو العاص يَبلغ مكة حتى بادرَ إلى الوفاءِ بعهده ...
فأمرَ زوجَته بالاستعدادِ للرحيل، وأخبرَها بأن رسُل أبيها ينتظرونها غير بعيدٍ عن مكة، وأعدَّ لها زادها وراحِلتها وندبَ أخاه عمرو بن الربيع لمُصاحبتها وتسليمِها لمُرافقيها يداً بيدٍ.
 
* * *
- تنكبَ ( ألقاها على منكبه، والمنكب: الكتف ) عمرُو بنُ الربيع قوسَه، وحمَلَ كنانته ( جعبة السهام ) ، وجَعَل زينب في هودَجها ( محمل له قبة تركب فيه النساء ) ، وخرجَ بها من مكة جهاراً نهاراً على مرأىً من قريشٍ، فهاجَ القومُ وماجُوا، ولحقوا بهما حتى أدركوهما غيرَ بعيدٍ، وروَّعوا زينبَ وأفزعوها ...
عند ذلك وَترَ عمرٌو قوسه، ونثر كنانته بين يَديه، وقال: والله لا يَدنو رجلٌ منها إلا وضعتُ سهماً في نحره ( في رقبته )، وكان رامياً لا يخطىءُ له سهم ...
فأقبلَ عليه أبو سفيان بنُ حربٍ ( وقد كان قد لحق بالقوم ) وقال له: يا بن أخي، كفَّ عنا نبلكَ حتى نكلمك؛ فكفَّ عنهم، فقال له: إنك لم تصِب فيما صَنعتَ...
فلقد خرجتَ بزينبَ علانية على رُؤوسِ الناس، وعيوننا ترى... وقد عَرفتِ العربُ جميعُها أمرَ نكبتنا في بدرٍ، وما أصابنا على يدي أبيها محمد.
فإذا خرجتَ بابنته علانية كما فعلت رَمتنا القبائلُ بالجُبنِ ووصفتنا بالهوانِ والذلِّ، فارجع بها، واستبقها في بيت زوجها أياماً حتى إذا تحدَّث الناسُ بأننا رددناها فسُلها ( استخرجها برفق ) من بين أظهُرنا سراً، وألحقها بأبيها، فما لنا بحسبها عند حاجة...
فرضي عمرٌو بذلك، وأعادَ زينب إلى مكة...
ثم ما لبِثَ أن أخرجَهَا منها ليلاً بعد أيامٍ معدوداتٍ، وأسلمها إلى رُسلِ أبيها يداً بيدٍ كما أوصاه أخوه.
 
* * *
- أقام أبو العاصِ في مكة بعد فراقِ زوجته زمناً، حتى إذا كان قبيلَ الفتحِ بقليل، خرج إلى الشام في تجارةٍ له، فلما قفلَ راجعاً إلى مكة ومَعه عيرُه التي بلغت مائة بعيرٍ، ورجاله الذين نيفوا على مائةٍ وسبعين رجلاً، برزت له سريةٌ من سرايا الرسول صلوات الله وسلامه عليه قريباً من المدينةِ فأخذت العيرَ وأسرتِ الرجال، لكنَّ أبا العاص أفلت منها فلم تظفر به.
فلما أرخى الليلُ سدوله استترَ أبو العاص بجُنحِ الظلام، ودَخل المدينة خائفاً يترقبُ، ومضى حتى وصلَ إلى زينب، واستجار بها فأجارته...
 
* * *
- ولما خرجَ الرسولُ صلوات الله وسلامه عليه لصلاةِ الفجر، واستوى قائماً في المحراب، وكبَّر للإحرامِ وكبر الناس بتكبيرهِ، صَرخت زينبُ من صُفةِ النساء وقالت: أيها الناس، أنا زينبُ بنتُ محمدٍ، وقد أجرتُ أبا العاص فأجيروه. فلمَّا سلم النبي من الصلاة؛ التفت إلى الناس وقال:( هل سمِعتم ما سَمعتُ؟! ).
قالوا: نعم يا رسول الله.
قال:( والذي نفسي بيدِه ما علمت بشيءٍ من ذلك حتى سمعتُ ما سمعتموه، وإنه يُجيرُ من المسلمين أدناهم )، ثم انصرفَ إلى بيته وقال لابنته:( أكرِمي مثوى أبي العاص، واعلمي أنكِ لا تَحِلين له ). ثم دعا رجال السّرية التي أخذتِ العير وأسرتِ الرجال وقال لهم:( إن هذا الرجلَ منا حيث قد علِمتم، وقد أخذتم ماله، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له؛ كان ما نحبُّ، وإن أبيتم فهو فيءُ الله الذي أفاءَ عليكم، وأنتم به أحق ).
فقالوا: بل نردُّ ماله يا رسول الله.
فلما جاء لأخذِهِ قالوا له: يا أبا العاص، إنك في شرفٍ من قريشٍ، وأنت ابنُ عمِّ رسول الله وصهرُه، فهل لك أن تسلم، ونحنُ ننزلُ لك عن هذا المالِ كله فتنعُم بما معك من أموالِ أهل مكة وتبقى معنا في المدينة؟ فقال: بئس ما دعوتموني أن أبدأ ديني الجديد بغدرةٍ.
 
* * *
- مضى أبو العاص بالعِير وما عليها إلى مكة فلما بلغها أدى لكل ذي حق حقه، ثم قال:
يا معشرَ قريشٍ هل بقيَ لأحدٍ منكم عندي مالٌ لم يأخذه ؟
قالوا: لا، وجزاك الله عنا خيراً، فقد وجدناك وفياً كريماً.
قال أما وإني قد وفيتُ لكم حقوقكم، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله...
والله ما مَنعَني من الإسلام عندَ محمد في المدينة إلا خوفي أن تظنوا أني إنما أردتُ أن آكل أموالكم...
فلما أدَّاها الله إليكم، وفزعتُ ذمتي منها أسملتُ...
ثم خرجَ حتى قدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرَمَ وفادته ( قدومه )، وردَّ إليه زوجته، وكان يقول عنه:( حَدثني فصَدقني، ووعدَني فوفى لي ).
لمشاهدة الموضوع والتعليق عليه :
 
المصدر: 
   

lovely0smile 

 
************ ********* ******
لست مجبراً على إرسالها ولن تأثم على إهمالها بإذن الله
 
   فإن شئت أرسلها فتؤجر أو أمسكها فتحرم 
 ************ ********* ******               
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
 
************ ********* *****
سبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله و الله أكبر

دلائل علميه علي يوم القيامه؟؟

 
بسم الله الرحمن الرحيم






حقائق علمية عن يوم القيامة



نعيش رحلة من أحداث يوم القيامة ونحللها علمياً لنخرج بنتيجة وهي أن كل ما جاء به القرآن يتفق مع العلم والحقائق العلمية، وهذا دليل على صدق ذلك اليوم....
عندما يكون الحديث في القرآن الكريم عن يوم القيامة، فهذا يعني أن الله تبارك وتعالى يصور لنا ذلك اليوم وكأننا نعيشه ونراه، فالله تبارك وتعالى أنزل القرآن لنتعرف على يوم القيامة، لأن هذا اليوم هو أهم يوم في حياة كل واحد منا.
ولذلك فإن الله قد ختم كتابه بآية تأمرنا أن نتقي الله عز وجل وأن نعمل لذلك اليوم، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى قال في آخر آية نزلت من القرآن: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281] ينبغي أن نعيد حساباتنا وأن نفكر بأننا سيأتي علينا يومٌ نقف فيه أمام الله، ينبغي أن نجهّز الإجابة منذ هذه اللحظة لأن الله تبارك وتعالى سيسألنا ماذا فعلنا بهذا القرآن، وماذا قدمنا له، يقول عز وجل: (وَإِنَّهُ) أي القرآن (لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [الزخرف: 44]، ولكن الملحد دائماً ينكر ذلك اليوم، ويعتقد أنه إذا مات انتهى كل شيء، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة، حدثنا عن يوم القيامة.
والعجيب في هذه الآيات أن الله تبارك وتعالى يستخدم الحقائق العلمية ويقسم بالظواهر الكونية التي خلقها على أن ذلك اليوم حق، وأنه سيأتي يومٌ تعلمُ فيه كل نفس ما كسبت وما أحضرت وما قدمت وأخرت، فإذا تأملنا كثيراً من الآيات نلاحظ أن الله تبارك وتعالى يقول: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف: 49] يوم القيامة سيرى كل إنسان أعماله وكأنها تعرض أمامه ويراها رؤية يقينية: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا) أي سوف يحضر الله تعالى هذه الأعمال ويضعها أمام هذا الإنسان ويراها.
هناك آيات كثيرة تتجلى عن يوم القيامة وأحداث القيامة، ولكن الملحد لا يقتنع إلا بالحقائق العلمية، فبعض الملحدين يقولون كيف يمكن أن نرى أعمالنا في ذلك اليوم وكيف يمكن مثلاً للجلد أن يتكلم وينطق يقول تبارك وتعالى: (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت: 21]. فالله عز وجل أودع في الدنيا أمثلة لكي نلجأ إليها في تقريب نظرتنا وفهمنا ليوم القيامة.

عندما يقول الله تبارك وتعالى: (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) [الرحمن: 37]. هذه آية من آيات الله تحدثنا عن انشقاق السماء وأنها ستكون وردة كالدهان، نلاحظ أن العلماء حديثاً وجدوا بعض النجوم التي تنفجر ومجرات تنفجر بأكملها وجدوا أنها ترسم لوحة تشبه اللوحة الزيتية بألوان زاهية وهذه اللوحات التي ترسمها النجوم أثناء انهيارها طبعاً لا تمثل يوم القيامة إنما هي صورة مصغرة عن يوم القيامة. هذه الصورة لانفجار نجم في السماء، وهي لا تمثل يوم القيامة إنما صورة مصغرة عن انهيار السماء في ذلك اليوم.
نحن طبعاً لن نستطيع أن نرى تكور الشمس، يقول تبارك وتعالى: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) [التكوير: 1]. لن نستطيع أن نرى هذا النجم الذي هو الشمس وهو ينفجر مثلاً، أو يتكور على نفسه، ولكننا نستطيع أن نرى انهيار النجوم وموت النجوم من خلال التلسكوبات التي تلتقط آلاف الصور يومياً عن موت هذه النجوم وانفجارها، فهذه صورة مصغرة عن نهاية الكون.

عندما يقول تبارك وتعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 6]. أي أحميت، والعرب تقول: سجر التنور، أي أحماه ورفع درجة حرارته، ولكي نتمكن من تخيل هذا الأمر ونستطيع أن ندرك كيف سيحدث هذا الأمر، فإن الله أودع في أعماق هذه البحار شقوقاً وصدوعاً وأماكن تتدفق منها الحمم المنصهرة لترفع درجة حرارة الماء إلى أكثر من ألف درجة ونرى وكأن الماء ترتفع حرارته ويتم إحماؤه بشدة، فهذا المشهد لا يمثل يوم القيامة إنما هو صورة مصغرة عن ذلك اليوم، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى أقسم بهذه الظاهرة الكونية (ظاهرة البحر المسجور) فقال: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُور * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) [الطور: 6-7].
وهذا يدل على أن الله تبارك وتعالى يكلمنا عن يوم القيامة بلغة الحقائق العلمية، ولو تأملنا آيات القرآن نلاحظ أن هنالك الكثير من الآيات التي تتحدث عن هذا الأمر. فكلمة (البحار) أثناء الحديث عن يوم القيامة ذكرت مرتين في القرآن فقط، في قوله تعالى في سورة التكوير: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 6]. وفي السورة التي تليها سورة الانفطار: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 3].
وهاتين الآيتين كانتا مدخلاً لأولئك المشككين عندما قالوا: إن محمداً صلى الله عليه وسلم ينسى ما كتبه فتارة يقول (سُجِّرَتْ)، وتارة (فُجِّرَتْ)، وهذا اتهام باطل لأن القرآن ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم، إنما هو كلام رب محمد سبحانه وتعالى، هو كلام الخالق الذي خلق هذه البحار وهو أعلم بها.
وإذا تأملنا هاتين السورتين نرى إعجازاً في تسلسل مراحل هذا الانفجار، فنحن نعلم إذا درسنا فيزياء المياه وتركيب هذه المياه، أن الماء يتألف من ذرتين من الهيدروجين وذرة واحدة من الأوكسجين، وعندما ترتفع درجة حرارة الماء إلى حدود كبيرة (آلاف الدرجات المئوية)، تتفكك هذه الذرات وتشكل مزيجاً غازياً شديد الانفجار وهذا ما يحدث في المختبرات عندما نقوم بوضع كمية من الماء ونقوم بتحليلها كهربائياً، نرى أن فقاعات الهيدروجين والأوكسجين تذهب وتتجمع، فهذا المزيج من الهيدروجين والأوكسجين، يقول العلماء عنه هو مزيج شديد الانفجار يعني يمكن أن ينفجر بأقل شرارة.
ولذلك فإن البحار الذي حدثنا الله تبارك وتعالى عنها وجعل قيعانها دائماً تتدفق منها الحمم المنصهرة وآلاف الفوهات من البراكين وآلاف الشقوق، وهنالك دائرة في قاع المحيطات يسميها العلماء دائرة النار، محاطة بحلقة كبيرة جداً تمتد لآلاف الكيلو مترات وتتدفق منها الحمم المنصهرة وكأننا نرى البحر يحترق أو يشتعل ولذلك فإن الله تبارك وتعالى قال: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) [الطور: 7]، فانظروا كيف ربط البيان الإلهي بين البحر المحمَّى المسجور وبين عذاب الله بنار جنهم، وأن عذاب الله سيكون أعظم من هذا المشهد بكثير، فعندما يأتي يوم القيامة سوف تشتعل البراكين في قاع المحيطات، وهذا ما يقوله العلماء، هذا ليس كلاماً نظرياً، إنما هو كلام عملي، لأن هذه الألواح التي تغلف الأرض (قشرة الأرض رقيقة جداً، أقل من 1% من قطر الأرض) هذه القشرة هي عبارة عن ألواح تتحرك باستمرار وكلما تحرك لوحان وابتعدا عن بعضهما تتدفق ملايين الأطنان من الصخور الملتهبة ودرجة حرارتها آلاف الدرجات المئوية. وتتدفق بكثرة عبر هذه الصدوع. وسوف يأتي زمن هو يوم القيامة تضطرب فيه حركة هذه القشرة الأرضية، وبعد ذلك سوف تزداد هذه الصدوع وتتدفق كميات كبيرة مما يعني أن البحر ستبلغ درجة حرارته آلاف الدرجات وتتفكك هذه الذرات من الماء إلى الأوكسجين والهيدروجين ويتشكل ذلك المزيج المنفجر الذي ينفجر وبالتالي يتحقق وعد الله تبارك وتعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 3].
لو تأملنا أي انفجار ودرسناه فيزيائياً نلاحظ أن الانفجار حتى يحدث لا بد من ارتفاع في درجة الحرارة أي أن هنالك عملية تسخين أولاً، ثم انفجار، وهذا ما حدثنا القرآن عنه: فقال في سورة التكوير أولاً: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 6]. ثم في السورة التي تليها قال: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 3]. إذاً.. التسجير والإحماء وارتفاع درجة الحرارة أولاً.. ثم التفجير.
إذاً في ترتيب هاتين الآيتين ليس هناك أخطاء علمية أو أنه كما يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ أو نسي فتارة يقول فجرت وتارة يقول سجرت.. لا.. هناك تسلسل علمي من الله تبارك وتعالى أودعه لنا لنكتشفه في هذا العصر وليكون لنا دليلاً على صدق هذا القرآن وصدق يوم القيامة. ولذلك بعدما عدد لنا الله تلك الأحداث التي ستتم يوم القيامة من تكوير للشمس، وانكدار للنجوم، وتسجير البحار.... يقول: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ) [التكوير: 14].
وفي السورة التي تليها يقول الله تبارك وتعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ * يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) [ الانفطار: 1-6]. وهنا نأتي إلى الهدف من ذكر هذه الحقائق، المخاطب دائماً بهذه الحقائق هو الإنسان، لأن هذا الإنسان هو المعني بهذا الخطاب الإلهي ليتذكر يوم القيامة ويعد له العدة، فالله تبارك وتعالى عندما يحدثنا عن هذا اليوم ويحدثنا عن حقائق علمية وظواهر كونية سوف تحدث، ونأتي إلى العلماء وما يكشفونه من حقائق وجميعهم يؤكدون أن هذه الظواهر ستحدث: الشمس ستتكور على نفسها. النجوم سوف تنكدر وتنطفئ وتختفي. والزلازل سوف تكثر.


يقول تبارك وتعالى: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) [الزلزلة: 1-2] وانظروا إلى كلمة (أَثْقَالَهَا) هذه الكلمة تدل على أن في الأرض أشياء ثقيلة، والعلماء يقولون كلما نزلنا في الأرض زادت كثافة المادة، أي أن كثافة القشرة الأرضية أقل من الطبقة التي تليها، وكلما تعمقنا تزداد الكثافة إلى حدود كبيرة ولذلك يزداد ثقل هذه الطبقات، وهكذا نرى أن الله تبارك وتعالى قال: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) [الزلزلة: 1-5]. فهذه الآيات هنالك هدف منها وهو أن تتذكر أيها الإنسان هذه الأحداث التي ستمرّ بك وسوف تقف بين يدي الله تبارك وتعالى.
وإذا رجعنا إلى قوله تعالى: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا) وطرحنا السؤال: كيفيمكن للإنسان أن يتخيل أن الأحداث التي صنعها في الدنيا سيجدها تماماً أمامه: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا)؟ تقول النظرية النسبية: إننا إذا استطعنا أن نسير بسرعة تساوي سرعة الضوء، سوف يتوقف عند هذه النقطة الزمن، فالإنسان الذي يسير بسرعة الضوء فإنه سوف يتوقف الزمن من حوله، وإذا تجاوز هذه السرعة سوف يعود ويرى الماضي حقيقة واقعة أمامه، ولذلك قال تعالى: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا). فهذا إثبات علمي على إمكانية رؤية الماضي!
لماذا هذه الحقائق العلمية؟
إن هذه الحقائق العلمية هي وسيلة لتقريب الصورة إلى أذهاننا، فتفكير الإنسان محدود، عندما خاطبه الله تبارك وتعالى وأخبره عن نعيم الجنة مثلاً، وأخبره بأن الجنة فيها أنهار من عسل مصفى وفيها أيضاً أنهار من ماء غير آسن وفيها أنهار من لبن لم يتغير طعمه.. فحتى نتخيل هذه الأنهار خلق الله تعالى لنا في الدنيا العسل، وخلق لنا اللبن، وخلق لنا مثلاً الفاكهة، وحدثنا أن الجنة يوجد فيها فاكهة ولكن فاكهة الدنيا غير فاكهة الآخرة..
فدائماً أحب أن أؤكد على هذه النقطة الجوهرية وهي أن الحقائق العلمية هي فقط لتدبر وفهم القرآن، وليست حجة على القرآن، أي نحن لا نستخدم الحقائق العلمية لأننا نشك في هذا الكتاب أو لأن إيماننا ضعيف! لا.. نحن نتأمل هذه الحقائق من باب التدبر لكتاب الله، لأن الله تبارك وتعالى قال: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191]. فعندما نتفكر في خلق السموات والأرض فهذا يعني أننا ينبغي أن ندرس مادة هذه السموات ومادة الأرض وينبغي أن ندرس الفيزياء والكيمياء والفلك والنجوم والكواكب والجبال والبحار دراسة علمية لنستجيب لنداء الله تبارك وتعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ).
ولكن جميع الأحداث التي تتحدث عن يوم القيامة هي أحداث للعبرة وعندما نقول مثلاً يقول تبارك وتعالى عن يوم القيامة: (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [القيامة: 9]، وعندما نأتي لعلماء الغرب ونجد أنهم يصدرون بحثاً جديداً عن إمكانية أن تبتلع الشمس القمر وأن يجتمعان مع بعضهما، فنحن طبعاً لا نقول إن هذا المشهد هو يوم القيامة، نحن نقول هنالك إمكانية علمية لحدوث مثل هذه الظاهرة التي حدثنا الله تبارك وتعالى عنها في كتابه لتكون هذه الحقائق وهذه الآيات دليلاً لأولئك المشككين أن يوم القيامة لا بد أن يأتي وأن كل إنسان سيجد أعماله حاضرة أمامه.