الخميس، 5 يوليو 2012

اجمل المدن ؟؟

لا تحسبوه شرّاً لكم، بل هو خيرٌ لكم!

لقد مرّت بالرّسول صلى الله عليه وسلم، عبر مسيرته في الدَّعوة إلى الله عزّ وجلّ، ابتلاءات عظيمة، لكنّي أرى أنّ أعظمها وأشدّها هو ذلك الابتلاء الّذي مسّ عرضه الشّريف، فيما يُسمّى بحادث الإفك، الّذي اهتزّ له بيت النّبوّة، فاهتزّت له المدينةُ كلّها، وفي هذا الحاديث، يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11] ويلفت نظرنا في هذه الآية الكريمة قوله تعالى: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}! وعندئذٍ يثور هذا السؤال: كيف يكون حادث الإفك خيراً للمؤمنين؟



نحن نعلم أنّه بالنسبة للمنافقين، لم يزِدهم إلا سوءاً على سوئهم، وهذا ما قرّرته الآية الكريمة: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)}.

وحتّى بالنّسبة للمؤمنين، نحن نعلم ما عانته عائشة الصديقة رضي الله عنها، من انتشار قالة السّوء عنها، وما عاناه الرّسول صلى الله عليه وسلم، وأبو بكرٍ الصديق وأمها، والصّحابة جميعاً، طوال شهرٍ كاملٍ، ولكنّ قوله تعالى: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} ينقلهم بعد المعاناة إلى أفقٍ آخر، أكثر رحابةً، إذ ينهاهم عن الاعتقاد العفويّ الّذي يوسوس به الشيطانُ في النّفوس، ويجعلها تعتقد أنّ هذا الأمر شرٌّ لها، فلذا جاء قوله تعالى في هذه الآية القرآنيّة مؤكّداً بأداة الإضراب "بل"، وبصيغة الجملة الاسميّة الدّالّة على الثّبوت، لتُقرّر في نفوس المؤمنين، أنّ هذا الحدثَ، بالرّغم مما يحف به من شرّ، هو خيرٌ لهم!



إنّ هذه الآية الكريمة، تُعتبر من أعظم الأدلة على خُلُق التّفاؤل، الّذي يرسمُ منهجاً إسلاميّاً في تفسير الأحداث، وكيفيّة التّعامل معها، منهجاً يستند إلى الإيمان بالله تعالى وإلى الإيمان بالقدر.



إنّ خلُق التّفاؤل، ليس من وظيفته، أن يعود بالإنسان إلى الماضي، ليُبدّل مسار الأحداث الواقعة التي ألمّت به فعلاً، بلى إنه يعود إليها، ليمسح الآثار السّيّئة التي ترسّبت عنها في نفسه، ويُعيد بناءَ وعيه وتفكيره، ليُوجّهه إلى أفقٍ جديد! إذن، ففي هذا المنهج التّفاؤليّ، ينبغي أن نُميّز في الأحداث بين ما قد وقع فعلاً، وما لم يقع بعدُ.



والقاعدة الكبرى التي يقوم عليها هذا المنهجُ، هي قاعدة التَّمييز بين القدر الكونيّ والقدر الشّرعيّ، فالقدر الكونيّ هو ما قدّر الله وُقوعه، سواءٌ كان مُراداً يُحبّه، أو مُبغضاً ولا يُريده، أمّا القدر الشّرعيُّ فهو ما يُريده الله ويُحبّه، سواءٌ كان قد وقع أو لم يقع.



فحادث الإفك قَدَرٌ كونيٌّ، وليس قَدَراً شرعيّاً، أي إنّ الله عزّ وجلّ لا يُحبّ وُقوعه، فلماذا قدّره؟ لا شكّ أنّ الله عزّ وجلّ، إنّما قدّره لحِكَمٍ جليلة، فلذا جاء تنبيهُه لعباده المؤمنين، بأنّه -أي هذا الحدث المزلزلُ- في الحقيقة خيرٌ لهم!



وهذا مبدأٌ عامٌّ، فكلُّ قدرٍ إلهيٍّ كونيٍّ، ألمَّ بالمؤمن، فليتذكّر عنده قول الله تعالى: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} ونحو هذا، وقوله سبحانه: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} [النساء: من الآية19]، وليعتقد بخيريّة البلاء الّذي وقع به، متفائلاً بما سوف يعقُبُه بإذن الله من الخير العميم، إذا أخذ بالأسباب المؤدية إلى ذلك.



وكما استُثنيَ المنافقون من هذه الخيريّة، في سياق الآية الكريمة، كذلك يُشترطُ للاعتقاد بخيريّة البلاء، والتّفاؤل بناءً عليه، أن لا يكون مقروناً بوقوع معصيةٍ من المرء، بل: إنّ من وقع في المعصية، فلا ينبغي أن يتفاءل بها خيراً، ما لم يتُب منها توبة صادقة كما بين شيخ الإسلام.



نعم، على الإنسان أن يرضى بالقدر الإلهيّ الكونيّ، ويتفاءل موقناً بأنّه –لا شكّ- خيرٌ له. ومن مقتضى صدق يقينه وصحّة تفاؤله، أن يجتهد في سياق الحدثِ نفسه، على الالتزام بمقتضى ما ورد في القدر الإلهيّ الشَّرعيّ، من الأمر والنّهي ومدافعة آثار هذا القدر.



ومن أعظم ما يُعين المرءَ، على تحقيق هذه المعاني القدريّة، ويُهوِّنُ عليه المصائب: تعظيمُ الله عز وجلّ في قلب المؤمن، فإنّه يُيسّرُ له حسن التّعامل مع أقدار الله الكونيّة، والاستعانةِ عليها بأقداره الشرعيّة، الأمر الّذي يوفّق صاحبه بإذن الله إلى الحكمة والصواب، وقطع دابر كلّ الوساوس.

goal_puzzle.jpg (380?285)


تخيل إذا قلت لطفلك أو زوجتك أو موظفك إنه أحمق عند ارتكابه للخطأ ، وأنه لا يملك أية ميزة أو مواهب ، لاشك أن التوبيخ يغتال فيه جميع الآمال والطموحات والحوافز ولن يتقدم قيد أملة للأمام .



ومن ثم فإن الشخص الناجح سواء كان مدير العمل أو صديق هو القادر على إيجاد تلك الدوافع عند أتباعه أو على الأقل تذكيهم بها، ومن ثم تحفيزهم من أجل إتقان وسرعة إنجاز الأهداف أيا كانت.

لذا كن مسرفا في تشجيعك وتحفيزك للآخرين ، ودع الشخص الآخر يشعر دائما بثقته بنفسه ، وقدرته على إظهار مواهبه.. هذه النصيحة يقدمها لكِ ديل كارينجي صاحب أكثر الكتب مبيعاً في العالم.

goal_setting.jpg (303?331) 
يقول ديل كارينجي في كتابه "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر فى الناس" : منذ فترة قصيرة كان لي صديق يبلغ الأربعين من العمر ، وقد خطب فتاة رقيقة ، طلبت منه أن يتعلم أصول الرقص في قاعات الديسكو ، ولأن صديقي كان خاملاً ولم يكن قد سبق له ممارسة هذا الرقص من قبل فقد عانى كثيرا على يد المدربين الذين أحضرتهم له خطيبته ، وفى نهاية الأمر تعلم الرقص بمهارة .. حين حضر مدرب جديد أخبرته عند أول لقاء جمعهما أنه رشيق القوام يتحلى بذكاء بارع وسوف يكون أمهر الراقصين فى البلاد ، وكانت هذه الكلمات بمثابة قوة سحرية جعلت من هذا الصديق راقصا لا يشق له غبار ، تتباري الفتيات على مشاركته الرقص بعد ان كن يتهربن منه فى السابق.


لذلك كن مسرفاً في إظهار مزايا الآخرين  حتى لو لم تجد، فالتشجيع والتحفيز يملكان القدرة على إيجادها وإظهارها ، ويسترسل كارينجي في سرد الأمثلة قائلاً : " كان صديقي "لويل توماس" فنانا متميزاً في العلاقات الإنسانية لأنه يعمل دائما على بناء شخصيتك ويمنحك الثقة والشجاعة، واذكر أنى قضيت معه ذات مرة عطلت نهاية الأسبوع ، وذات مرة طلب منى أن ألعب معه "البريدج" ، ولم أكن اعلم شيئاً عن هذه اللعبة ، ولا حتى قواعدها وأصولها ، ولكنه رفض حجتي قائلاً : "لماذا يا عزيزي ، لا يوجد في الأمر أيه أسرار ، فهي لعبة لا تحتاج إلا الذاكرة والتفكير .. وأنت على ما اذكر كتبت مرة عن الذاكرة وعلاقتها بالبريدج ، ولهذا ستكون سهلة لك لأنها تناسب مواهبك "

واعترف أنى وجدت نفسي بعد دقائق من هذا التشجيع جالساً أمام طاولة "البريدج" لأول مرة نتيجة انه اخبرني بأني املك موهبة طبيعية ومن السهل على ممارسة هذه اللعبة.

icon_TargetChildPornography.jpg (256?256) 

هذه الواقعة تقودنا الى حكاية اللاعب "ديلي كالبرستون" نجم لعبة "البريدج" والذي ألف كتباً عديدة عن هذه اللعبة ترجمت للغات عديدة بيع منها حوالي مليون نسخة ، واخبرني هذا اللاعب حين أتى إلى الولايات المتحدة عام 1922 كان يرغب في العمل بالفلسفة وعلم الاجتماع إلا انه فشل، ثم حاول العمل في بيع الفحم ففشل ايضاً ، ثم راح يعمل في بيع الألبان ، وكان الفشل من نصيبه مرة أخرى ، حتى التقي بسيدة تدعي "جوزفين ديلون" وارتبط بها ،فاحبها وتزوجها وعرضت عليه مشاركتها في لعبة "البريدج"، لكنه رفض لجهله بقواعد اللعبة ، ولكنها ألحت عليه ثم أخبرته أنه شديد الذكاء والنبوغ ، وبالمدح رضخ كالبرستون وراح يشاركها اللعب ، مرة بعد مرة حتى وجد نفسه بارعا لا يفوقه أحد فيها ، وسرعان ما خاض بطولات على مستوى الولايات المتحدة كان هو الفائز الأول ، ثم خاض مسابقات دولية تصدر قائمتها حتى أصبح بالفعل أشهر لامع في لعبة "البريدج" على مستوى العالم ، وباع أكثر من مليون نسخة.


سبحان الله

لن تصدق بأن هذه المناظر الخلابة و المباني العملاقة ستجدها في بلد عربي، شاهد دبي اثناء الليل






































صورة مضمّنة 1

--