تأثرت السيدة تأثرا كبيرا وحاولت أن تخفف عنها أحزانها، وفي نهاية الزيارة صارتا صديقتين فلم تذهب عنها إلا بعد أن وعدتها بزيارة أخرى
وقبل الغروب دخلت السيدة بيتا آخر تبحث فيه عن ضالّتها، ولكن سرعان ما أصابها الإحباط بعد أن علمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جدا وليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة، وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة، فذهبت إلى السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعاما ودقيقا وزيتا، ورجعت إلى سيدة الدار وساعدتها في إعداد وجبة سريعة للأولاد،
واشتركت معها في إطعامهم ثم ودعتها على أمل اللقاء
في اليوم التالي.
وفي الصباح أخذت السيدة تطوفُ من بيت إلى بيت تبحث عن حبة الخردل،
وطال بحثها، لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقا
لكي تأخذ من اهله حبة الخردل.
ولأنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله في مشاكله وأفراحه وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية،
ونسيت تماما أنها كانت تبحث في الأصل على حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن.
ذابت في مشاكل الآخرين ومشاعرهم ولم تدرك قط ان حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن،
فهي وإن لم تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها، فقد اكتشفت الوصفة السحرية عندما شاركت أهل القرية همومهم وأفراحهم
.
نجد من هذه القصة القصيرة فوائد كثيرة
نجد من هذه القصة القصيرة فوائد كثيرة
أهمها: أن مساعدة الآخرين ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم تُخرجك من دائرة الأنانية وتجعلك شخصية محبوبة وتكون بها لأكثر سعادة من ذي قبل.
الانخراط في هموم الآخرين أجمل وصفة لمن يظن أن همه ومشكلته كبيرة،
الانخراط في هموم الآخرين أجمل وصفة لمن يظن أن همه ومشكلته كبيرة،
وكأن مصيبته أكبر مصيبة عرفها التاريخ
.
وهذه القصة مدعومة باكتشاف الطبيب النفسي ألفرد أدلر حيث قال:" من الممكن علاج الكآبة في غضون 14 يوماً، إذا أنت حاولت التفكير يوميا بإسعاد شخصٍ آخر ".
كما أنه لا يمكنك أن تحدد حجم المصيبة إلا عندما تقارنها بمصيبة أخرى،
وهذه القصة مدعومة باكتشاف الطبيب النفسي ألفرد أدلر حيث قال:" من الممكن علاج الكآبة في غضون 14 يوماً، إذا أنت حاولت التفكير يوميا بإسعاد شخصٍ آخر ".
كما أنه لا يمكنك أن تحدد حجم المصيبة إلا عندما تقارنها بمصيبة أخرى،
افتح قلبك وروحك وعقلك وحياتك ، تفتح لك الدنيا أبوابها .... اللهم اجعل اخر كلامي في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله |
قليل منكن تفعله أجد أني ضعيف أمام القلم وخاصة في موقف كهذا ..! كثيرون مروا في حياتنا ،، ولم نحفل بمرورهم ، وقلة من البشر مروا على قلوبنا وتركوا فيها أثراً لا تعفوه رياح الزمان ..! أبو علي شيخ في العقد الخامس من عمره ، عاش متنقلاً بين زوجيه ، زوجة تقطن اليمن يقضي معها ستة شهور ، والأخرى في الرياض مع ابنه الأكبر يقضي معها بقية العام . لم يكن أبو علي في نظر الناس سوى شيخٍ عادي مستور الحال ،، وكنت بشراً من الناس أراه كذلك . وكم كان نظري و نظر الناس قاصراً وضيعاً ..! ولأننا ننظر للبشر بمنظار مقلوب دائماً ما نرى شخوصنا ، دائماً ما نركز على اهتماماتنا فيمن نرى ..! هكذا نحكم بمادية بحتة ..! لم يعد للدين والتقوى معنى لدينا . لأننا نبني علاقتنا مع الآخرين على المصلحة الدنيوية فحسب ! ونستبدل التقوى والصلاح بالذي هو أدنى . لا أدري يا أبا علي هل أكتب للبشر عنك أم أنك لم تحفل بهم في حياتك ولا حتى بعد مماتك ..! كأني بك تنظر إلي بتلك العينين الدامعتين وترجوني ألا أفعل ..! وتقول بصوت ملؤه الأسى : لن يتغيروا ولن تؤثر فيهم كلماتك عني ! أنت الذي خبرتني وخبرتهم وكشفت عن قلبي وقلوبهم التي باتت أقسى من الحجر ! لقد كنت صادقاً ماذا أفعل بقلوبٍ ميتة ! دعني أحدثهم فلعل حديثاً كهذا يزيل تلك العتمة عن قلب أُثخن بالرَّان ! ما عساي أن أقول عنك وأنا لم أقف إلا على ساحلك وما كانت علاقتي معك إلا في ذلك المسجد . آهـ ..! الآن تجلى لي أن حياتي معك بدأت وانتهت في ذلك المسجد ..! لازلت أذكر حينما أنهيت الأذان والتفت لأرى وجهاً وضيئاً يتمتم بالذكر ويرسم ابتسامة هادئة تسللت إلى فؤادي . مددت يدك إليَّ مصافحاً فشعرت بخشونة ورقة ..! خشونة في يدك و رقة في روحك وقلبك . هذه الحياة قد عثت في يدك وأوعرت تضاريسها ..! وفي وجهك نثرت الرماد في لحيتك وأحدثت التجاعيد في جبينك .. هذه الحياة لم تدعها تغلغل إلى روحك ..! هذه الروح الفتية باقية على فطرتها و طهرها .. تركتَ يدي وانطلقت إلى عالمك . توقعتُ منك أن تأخذَ المصحف بعد فراغك من السنة الراتبة لكنك كسرت توقعي ! وعرفت بعد أيامٍ أنك لا تجيد القراءة . ما أدهشني فيك أنك لم تكن كشيوخ المساجد الذي يجعلون من المسجد متنفساً لهم ومكاناً لتبادل النكات والأخبار !! إنك تعرف حقاً أن المساجد لله . فلم تجعل لجهلك بالقراءة ملاذاً للحديث مع الآخرين بين الأذان والإقامة بل رحت في عالمك تسبح الله وتذكره . كنت يا أبا علي تبدد وحشة المسجد ..! فقد صار صرير باب المسجد بعد أذان الفجر مخيفاً ..! فلا أحد يدخل المسجد إلا قبل الإقامة بدقائق معدودة . ومن يدخل بعد الأذان ترتاب منه فقد يكون لصاً أم سكيّراً أم مجنوناً .. لذلك كنت أخشى على نفسي بعد الأذان وأكون في وحشة فتدخل أنت وتلقي على قلبي الأمان ..! رحمك الله يا أبا علي ..! تذكرت موقفك حينما رجعت من سفري وكنت قد أوكلتك على الأذان بالمسجد ، أخرجتُ من جيبي النقود ووضعتها في يديك وشكرتك . فتغير وجهك وتجهم وسرت القشعريرة في روحي ..! وقلت : ما هذا ؟! قلت لك متلعثماً : هذا حقك وأجرة الأذان .. فقلت لي : لا يصلح هذا الأمر ! فبادرتك : لكنه أجرك ولا يحل لي أخذه . فقلت لي قاطعاً حديثي : أنا لم أأذن لأجل هذا أنا أريد الأجر من الله لا منك ..! وتركتني ومضيت إلى مصلاك ..! كنت أعلم أنك ميسور الحال ، لكنك كنت تقياً تريد وجه الله ولا تسمح للدنيا أن تقاسم الآخرة الأجر ..! رحمك الله ،، قبل أسبوعين افتقدك في المسجد ..! قيل لي أنك ذاهب لأخذ عمرة . كان المسجد متلهفاً إليك لا يصبر على فراقك ..! عرفت هذا حين عدت من عمرتك ودخلت بعد أذان عصر الجمعة . المسجد يفوح برائحة البخور والعطر الشذي ..! دخلت عالمك وأديت أربع ركعات . ثم جلست وأخذت تذكر الله وتستغفره كعادتك ، كنت بجانبك حينما سمعت صوتاً يشبه الشخير ..! ظننتك نائماً فلم ألتفت إليك لأزعجك . لكن هذا الصوت ارتفع وعلا ، نظرت إليك وإذا بعينك شاخصتين للسماء وجسمك يرتجف ..! أمسك بك ابنك والدهشة تعلو محياه ..! أبي أبي .. جريت لأحضر الماء . كنتُ مذهولاً من شدة الموقف . لم يحدث لي أن التقيت بالموت في مكان واحد ..! عدت وإذا بك مستلقٍ على الأرض وروحك قد غادرت إلى بارئها وابنك جالس يبكي على رأسك يحاول أن يستحث منك ولو كلمة واحدة يطمئن بها على أنك لم تزل على قيد الحياة ..! ومتَّ رحمك الله ..! لقد متَّ موتة عظيمة يتمناها كل واحد منا . في يوم جمعة وبعد عمرة وفي بيت من بيوت الله وأنت تنتظر الصلاة ..! وأخيراً همسة للقلب : إنها الحياة .. لا تتغير تغرينا بالانغماس في ملذاتها و تغرينا بطول الأمل وتجرف عقولنا وأجسادنا بعيداً عن شط الأمان وتوهمنا أننا لاننسى الدار الباقية فتزين لنا أعمالنا الصالحة المهترئة وتكثّرها . وكم يحلو لها أن تجعل نصب أعيننا ( ولا تنس نصيبك من الدنيا ) هكذا بدون ربطها بأول الأية وتمامها ..! الموت حتمٌ لا بد منه .. وحقيقة يعترف بها جميع الخلق .. لكنهم أبعد ما يكون عنها ..! عبدالرحمن بن زيد - منتدى المعالي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق