السبت، 4 فبراير 2012

من اقوال الحكماء ؟؟

اذا ضاقت صدورنا همسة
وفاء احمد
undefined





.. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ.. 

:: كــلـنـا بــشــر وتـضـيـق صــدورنـا ::



أحبتى في الله .. كلنا بشروكلنا نعاني من الدنيا ومافيها .. 

فتضيق صدورنا منها ومن أي شي لايعجبنا.. 
حتى الرســول عليه الصلاة والسلام ضاق صدره مما كان يواجهه في الدعوة لله ..


 

ولــكن الله عز وجل بفضله وكرمه ورحمته لم يجعل شئ الا 
وله علاج وذلك في كتابه الكريم..


وصف الله علاج ضيق الصدر لرسوله فى كتابه الكريم 
.....

 

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَايَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) سوره الحجر

 

أى عندما يضيق صدرك عليك بثلاثة أشياء






العلاج الأول 


فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ...سبحان الله , والحمد لله , ولا اله إلاالله , والله اكبر. 
* قال رسول الله : 'من قال سبحان الله وبحمده 100 مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر' 


 
* وفى الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي  : 'كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .' 


• عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي أنه قال : (( لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرأ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر )) رواه الترمذي وحسنه الألباني..


يا كل مبتلى بضيق الصدر أكثِر من التسبيح والتحميد سترى إن شاء الله فرجه وترى سروراً والأمر ليس فقط بترديد اللسان ولكن بمعايشه الذكر حيث أن الذكر له مراتب.. 
مــراتــب الـــذكــــر: 



- ذكر اللسان . 

- ذكر القلب . 

- ذكر القلب واللسان . 


وأعلى مراتب هذا الذكر هو
ذكر القلب واللسان. 


ولكن إذا ذكرت بلسانك فقط فأنت في مرتبة من مراتب الذكر أيضا 
فأشغِل لسانك بالحق حتى لا يشغلَك بالباطل.....


العلاج الثانى 




الصلاة والأكثاِر من السجود
فاقرب ما يكون العبد لربه وهو في هذا الذُل من لحظات السجود ... 


- كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْوَاقْتَرِبْ (19) سوره العلق. 
وكأن القرب من الله يكون بالسجود فاسجُد لتكون قريبا. 

 
وعن ربيعة بن كعب قال

: كنت أبيت مع النبي آتيه بوضوئه وحاجته , فقال : سلني , فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة , فقال : أو غير ذلك ؟ فقلت : هو ذاك , فقال : أعني على نفسك بكثرة السجود ...... رواه أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود . 


العلاج الثالث




وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ 
(99) 


واستمِرَّ في عبادة ربك مدة حياتك حتى يأتيك اليقين, وهو الموت
وامتثَل رسول الله  أمر ربه, فلم يزل دائبًا في عبادةالله,
حتى أتاه اليقين من ربه..
حــتــماَ هذا الـــــــعلاج المناسب .. 






منقول
دعواتكم الطيبة



 
دلائل الإخلاص وعلامات المخلصين
قل هذه سبيلي
undefined
إن من دلائل الإخلاص وعلامات المخلصين اتهامهم لأنفسهم بالتقصير في حق الله، وعدم القيام بالعبودية لملك الملوك، بل ومقتهم لأنفسهم ولا يرونها أهلاً لأي فضل.



والتزكية التي يذم عليها المرء أن يدل بعمله على ربه ويمدح، وكأنه يمن على الله، يقول: صليت، وتصدقت، وصمت، وحججت، وجاهدت، وبريت والدي، وما أشبه ذلك، فلايجوز للإنسان أن يزكي نفسه.



 



والصالحون لهم أحوال وكلام في اتهام النفس وعدم تزكيتها:



فها هو الصديق - رضي الله عنه - يمسك لسانه ويقول: هذا الذي أوردني المهالك.



وهذا عمر - رضي الله عنه - يقول لحذيفة : هل أنا منهم؟ يعني من المنافقين أَوَ سمّاني لكَ رسول الله؟





وكان عبد الرحمن بن هرمز الأعرج كثيراً مايعاتب نفسه ويوبخها ويقول لها: إن المنادي ينادي يوم القيامة: يا أهل خطيئة كذاقوموا، فتقوم يا أعرج معهم، ثم ينادي: يا أهل خطيئة كذا قوموا، فتقوم يا أعرج معهم،ثم ينادي يا أهل خطيئة كذا قوموا، فتقوم يا أعرج معهم، فأراك يا أعرج تقوم مع كل
طائفة.



وقال شعيب بن حرب: بينا أنا أطوف بالبيت إذا رجلٌ يشدُ ثوبي من خلفي فالتفت فإذا بفضيل ابن عياض، فقال: لو شفعَ فيّ وفيك أهل السماء كنا أهلاً ألا يشفع فينا.







وكان الشافعي يقول:


أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أن أنال بهم شفاعة


وأكره من تجارته المعاصي *** وإن كنا سواءً في البضاعة







وكان الربيع بن خثيم يبكي حتى يبل لحيته ويقول: أدركنا أقواماً كنا في جنبهم لصوصاً.



وعن يونس بن عبيد قال: إني لأعد مائة خصلة من خصال البر، ما فيَّ منها خصلةُ واحدة.




وقال الفضيل بن عياض عن نفسه: كيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعف عمله، وفنى عمره، ولم يتزود لمعاده، ولم يتأهب للموت، ولم يتزين للموت، وتزيّن للدنيا، هيه، وقعد يحدث يعني نفسه واجتمعوا حولك يكتبون عنك، بخ فقد تفرغّت للحديث ثم قال: هاه وتنفسطويلاً ويحك أنت تحسن تحدّث؟؟ أو أنت أهلٌ أن يحمل عنك؟ استحي يا أحمق بين الحمقان! لولا قلة حيائك وصفاقة وجهك ما جلست تحدث وأنت أنت، أما تعرف نفسك؟ أما تذكر ماكنت؟ وكيف كنت؟ أما لو عرفوك ما جلسوا إليك ولا كتبوا عنك، ولا سمعوا منك شيئاً أبدا.







وقال أيوب السختياني: إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل.



وقد روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -قال: لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا.


وعن جعفر بن برقان قال: بلغني عن يونس بن عبيد فضلٌ وصلاح، فكتبت إليه: يا أخي، اكتب لي بما أنت عليه، فكتب إليه: أتاني كتابك تسألني أنا أكتب إليك بما أنا عليه، وأخبرك أني عرضتُ على نفسي أن تحب للناس ما تحب لها وتكره لهم ما تكره لها؛ فإذا هي من ذاك ببعيد، ثم عرضتُ عليها مرةً أخرى ترك ذكرهم إلا من خير؛ فوجدت الصوم في اليوم الحار الشديد الحر بالهواجر بالبصرة أيسر عليها من ترك ذكرهم. هذا أمري يا أخيوالسلام.







وقال بكر بن عبدالله المزني : لما نظرت إلى أهل عرفات ظننت أنهم قد غفر لهم لولا أني كنت فيهم.



وقال مطرف بن عبدالله: لولا ما أعلم من نفسي لقليت الناس.. وقال في دعائه بعرفة: اللهم لا ترد الناسلأجلي.







وقال يونس بن عبيد: إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير ما أعلم أن في نفسي منها واحدة.




ولما احتضر سفيان الثوري دخل عليه أبوالأشهب وحماد بن سلمة، فقال له حماد: يا أبا عبدالله أليس قد أمنت مما كنت تخاف هوتقدم على من ترجوه وهو أرحم الراحمين فقال: يا أبا سلمه أتطمع لمثلي أن ينجو منالنار قال: إي والله إني لأرجو لك ذلك.



وذكر عن مسلم بن سعيد الواسطي قال: أخبرني حماد بن جعفر بن زيد: أن أباه أخبره قال: خرجنا في غزاة إلى كابل وفي الجيش: صلة بن أشيم فنزل الناس عند العتمة فصلوا ثم اضطجع فقلت: لأرمقن عمله فالتمس غفلة الناس حتى إذا قلت: هدأت العيون وثب فدخل غيضة قريبا منا فدخلت على أثره فتوضأ ثم قام يصلي وجاء أسد حتى دنا منه فصعدت في شجرة فتراه التفت أوعده جروا فلما سجد قلت: الآن يفترسه فجلس ثم سلم ثم قال: أيها السبع طلب الرزق من مكان آخر فولى وإن له لزئيرا أقول: تصدع الجبال منه قال: فما زال كذلك يصلي حتى كان عند الصبح جلس فحمدالله - تعالى - بمحامد لم أسمع بمثلها ثم قال: اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار ومثلي يصغر أن يجترئ أن يسألك الجنة قال: ثم رجع وأصبح كأنه بات على الحشايا وأصبحت وبي من الفترة شيء الله به عالم.






وقال محمد بن واسع: لو كان للذنوب ريح ما قدر أحد يجلس إلي.



وذكر داود الطائي عند بعض الأمراء فأثنواعليه، فقال: لو يعلم الناس بعض ما نحن فيه ما ذل لنا لسان بذكر خيرأبدا.



وذكر ابن أبي الدنيا عن الخلد بن أيوب قال: كان راهب في بني إسرائيل في صومعة منذ ستين سنة فأتي في منامه فقيل له: إن فلانا الإسكافي خير منك ليلة بعدليلة فأتى الإسكافي فسأله عن عمله فقال: إني رجل لا يكاد يمر بي أحد إلا ظننت أنه في الجنة وأنا في النار ففضل على الراهب بإزرائه على نفسه.







وقال أبوحفص: 


من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات، ولم يخالفها في جميع الأحوال، ولم يجرها إلى مكروهها في سائر أوقاتهكان مغرورا 


ومن نظر إليها باستحسان شيء منها فقد أهلكها


 
رحلة عبر الجسم البشري
الأول في العالم :  رحلة عبر الجسم البشري في هولندا , تجربة مذهلة في جميع أنحاء الجسم البشري من خلالها يمكن للزائر أن يرى ويشعر ويسمع كيف يعمل جسم الانسان .

ATT00001
ATT00002
ATT00003
ATT00004
ATT00005
ATT00006
ATT00007
ATT00008
ATT00009
ATT00010
ATT00011
ATT00012
ATT00013
ATT00014
ATT00015



راية العقاب
نور إسلامنا

undefined
هل تعلمون ما الذي بهذه الصورة ؟
إنها راية الجيش الإسلامي في الأندلس يوم معركة العقاب والتي انهزم فيها المسلمون وغنم الصليبيون تلك الراية
ومنذ ذلك اليوم وهم يحتفلون بتلك الذكرى لأنها كانت البداية لنهاية الاندلس
 في الصورة عسكريون وضباط إسبان يمشون بالطرقات رافعين راية العقاب في ذكرى يوم المعركة
 - إن كنا نسينا فالإسبان لاينسون (!)

والآن إليكم تفاصيل هذه المعركة :
معركة العقاب وسقوط الاندلس
1- ما قبل المعركة
كانت الممالك النصرانية في شمال الاندلس في حرب دائمة مع المسلمين وقد اطلق على هذه الحرب اسم حرب الاسترداد اوla reconquista كما يطلق عليها الاسبان وتعكس هذه الكلمة رغبة الممالك الصليبية في انهاء الوجود الاسلامي بالاندلس لذلك وما ان سقطت الدولة الاموية التي كانت تحكم الاندلس ما بين سنوات 138ه و422ه حتى استغلت الممالك الافرنجية الفرصة فتوحدت وتكتلت تحت قيادة ملكها فرناندو الاول وخلفه الفونسو السادس من اجل طرد المسلمين من الجزيرة وقد تمكنت مملكة قشتالة وحلفاؤها من النافاريين والاراغونيين والبرتغاليين والجلالقة وبدعم من البابوية وبلدان اوروبا من الاستيلاء على العديد من المواقع الاسلامية وخصوصا طليطلة التي وقعت في ايديهم في زمن ما عرف بملوك الطوائف(422ه-484ه) وكان سقوط هذه المدينة سنة 478ه ايذانا بخطر كبير على الاندلس مما حدا بملوكها الى الاستنجاد بالمرابطين حكام بلاد المغرب فتصدى المرابطون للقشتاليين وهزموهم هزيمة منكرة في معركة الزلاقة سنة 479ه ثم في معركة اقليش سنة 503ه فتوقف الزحف الصليبي مؤقتا خصوصا بعد ان خضعت الاندلس لحكم المرابطين(484ه-541ه) فاستمات المرابطون في الدفاع عن حوزة الاسلام والوقوف امام الاطماع الصليبية حتى نهاية دولتهم سنة 541ه لتاتي على انقاضها دولة الموحدين التي اسسها محمد بن تومرت فقام سلاطين الدولة الموحدية بدور بارز في صد الغزوات الصليبية عن الاندلس وكان ابرز سلاطين الموحدين الذين اولوا لهذا الامر اهتماما كبيرا السلطان يعقوب المنصور الموحدي(580ه-595ه) فقد عبر هذا الاخير الى الاندلس سنة 589ه في جيش جرار بلغ تعداده اكثر من 300 الف مقاتل حيث واجه ملك قشتالة الفونسو الثامن عند حصن الارك فهزمه يعقوب المنصور هزيمة ساحقة واباد قواته ثم استرجع العديد من المدن والحصون التي كان قد استولى عليها القشتاليون من قبل مثل كوينسا وكاراكويلا وبيلافنتي وبيزا ولوشة وتروخيلو وقلعة رباح ثم زحف المنصور على طليطلة ذاتها فحاصرها حتى اوشكت على السقوط فخرجت ام الفونسو وبناته واميرات قصره يبكين ويقبلن حوافر خيول المسلمين ويتوسلن الى المنصورالابقاء على حياتهم وترك طليطلة فاستجاب المنصوروكانت هذه من اخطائه القاتلة فطلب الفونسو الثامن من المنصور الموحدي توقيع معاهدة صلح مدتها10 سنوات فاستجاب المنصور وذلك لكي يتفرغ لقتال بعض الثائرين عليه في افريقية ولم يطل الامر بالمنصور اذ توفي سنة 595ه.

2-ظروف وسير المعركة
كما سبق وقلنا فان الفونسو الثامن ملك قشتالة قد انهزم في معركة الارك سنة 589ه وابيدت فيها خيرة قواته واوشكت عاصمته طليطلة على السقوط بيد المسلمين مما دفعه الى توقيع معاهدة صلح مع المنصور استمرت رغم وفاة هذا الاخير وتولية ابنه محمد الذي لقب بالناصرحتى سنة 607ه حيث قام الفونسو الثامن بمهاجمة بعض الثغور الاسلامية ناقضا لعهده مع المسلمين مما دفع باهل الاندلس الى الاستنجاد بالسلطان محمد الناصر بن يعقوب المنصور(595ه-610ه) فجمع الناصر جيوشه في عاصمته مراكش ببلاد المغرب ثم عبر بهم الى الاندلس في اوائل سنة 608ه وقد بلغ تعدادهم حسب المؤرخين ما بين 300الف الى 600 الف مقاتل فجاس الناصر ديار الاندلس بجيوشه المتكونة بالاساس من قبائل المصامدة البربرية وهم عمدة الجيش الموحدي ثم من عرب المغرب والعبيد الافارقة بالاضافة الى المتطوعين من افريقية ثم انضم اليهم المتطوعون من اهل الاندلس فكان الحيش الموحدي كبير العدد فاصيب ملوك الفرنجة بالذعر والهلع فاستسلم ملك بنبلونة وامير برشلونة واعلنوا الطاعة ودفع الجزية للناصر الموحدي ومن ثم امر الناصر بالتفرق عبر انحاء الاندلس لصد الغزوات الافرنجية.
هذا عن الجانب الاسلامي اما بخصوص الفرنجة فقد اعلن الفونسو الثامن ملك قشتالة النفير العام في مملكته واستدعى الجيوش ودعاها للاجتماع عنده في طليطلة كما اعلن تحالفه مع ملك البرتغال ادفونسو الثاني وملك نافارة سانشو السابع وملك اراغون بيدرو الثاني واعلن البابا اينوسنت الثالث دعمه للتحالف الصليبي ودعا المقاتلين من انحاء اوروبا لمساعدة الفونسو الثامن فجاءت الامدادات تترى من فرنسا وانجلترا والمانيا وايطاليا فبلغ تعداد الجيوش المتحالفة ما يقرب من 400 الف محارب غصت بهم ميادين وساحات طليطلة وكان يتقدمهم رجال الدين لحثهم على خوض المعركة والثار لهزيمتي الارك وحطين وضياع القدس من ايديهم وكان شعارهم( كلنا صليبيون).
لما سمع الناصر باحتشاد الجيوش الصليبية تحرك بجنده لملاقاتهم لكن وزيره ابو سعيد بن جامع اشار عليه بحصان حصن سلبطرة وهو حصن منيع وصعب الاقتحام لوعورة المناطق المحيطة به ورغم تحذير القادة الاندلسيين بتجنب حصار الحصن والتوجه لقتال النصارى مباشرة الا ان الناصر اصر على رايه وامر قواته بحصار الحصن فصمدت القوات الافرنجية المرابطة فيه لمدة ثمانية شهور حتى هلك العديد من جنود الموحدين جوعا ومرضا وفي هذه الاثناء زحفت القوات القشتالية ومن معها من الحلفاء على حصن اخر وهو قلعة رباح او calatrava كما يطلق عليه الاسبان وهي قلعة منيعة تقع على حدود مملكة قشتالة فحاصر القشتاليون قلعة رباح وكان عدد افراد حامية القلعة لا يتعدى 300 رجل يقودهم امير اندلسي محنك يدعى ابو الحجاج بن قادس فصمد ابو الحجاج ورجاله وبعثوا برسائل النجدة الى الناصر ولكن وزير الناصر كان يخفيها عنه ولما يئس ابو الحجاج من وصول النجدة اليه سلم القلعة الى القشتاليين بالامان والتحق هو ورجاله بالجيش الموحدي الذي كان مرابطا عند حصن سلبطرة.
لما علم الناصر بسقوط قلعة رباح بيد القشتاليين امر بقتل ابي الحجاج على الفور متهما اياه بالتقصير في الدفاع عنها وادى ذلك الى غضب اهل الاندلس على الناصر اولا بسبب تجاهله لرائهم بعدم محاصرة حصن سلبطرة والان بسبب قتله لاحد اكبر امرائهم.
استمر الجيش الموحدي في حصار حصن سلبطرة حتى استسلمت حاميته اخيرا وسيطرت القوات الموحدية على الحصن وابادت الحامية المدافعة عنه ولكن الجيش الموحدي رغم هذا النصر اصيب بالانهاك بسبب طول فترة الحصار.
استغلت القوات الصليبية الوضع الحرج الذي يمر به الجيش الموحدي فهاجموه على حين غرة منتصف سنة 609ه عند حصن اموي قديم يسمى العقاب وقرب بلدة يطلق عليها الاسبان اسم tolosa ولذلك تسمى هذه المعركة باسم las navas de tolosa ورغم ذلك فقد تمكنت قوات الموحدين من صد الهجوم وايقاع خسائر فادحة في صفوف المهاجمين مما اضطرهم الى الانسحاب والتراجع خوفا من هزيمة اخرى فظن الناصر ان النصر قد صار حليفه فامر قواته بتعقب الفارين والاجهاز عليهم وسرعان ما حوصر الجيش الموحدي بين شعاب ووديان منطقة تولوسة التي كانت مسرح المعركة فاطبقت القوات القشتالية وبطريقة التفافية على مقدمة الجيش الموحدي وعزلته عن بقية المقاتلين فتم سحقه في لمح البصر ثم اجهزت الكتائب الاراغونية والبرتغالية على ميمنة الجيش حيث نخبة القوات الاندلسية فانهارت هذه الاخيرة وتبددت وفر اغلبها من الميدان ثم تجمعت الجيوش المتحالفة في هجوم عام اجهرت به على فرق المتطوعين الافارقة فسحقتها سحقا وسقط عشرات الالوف من المسلمين بين قتيل واسير ومنهم ابن الناصر نفسه ونجا هذا الاخير في بضع مئات من جيشه عبر بهم في حالة يرثى لها عائدا الى المغرب يجر اذيال هزيمة كارثية ولذلك اطلق اكثر المؤرخين المسلمين على هذه المعركة اسم كارثة العقاب.
اما القشتاليون وحلفاءهم فبعد تحقيقهم لهذا النصر قاموا بتمريغ وجوههم في التراب فرحا بهذا النصر الساحق ثم اعدموا اسرى المسلمين في ساحة المعركة ذاتها واتجهوا بجيوشهم نحو مدينة اوبيدوا فاحتلوها وقتلوا الكثير من اهلها وسبوا وغنموا ثم عادوا ادراجهم الى طليطلة في موكب مهيب وصلت اصداؤه الى اوروبا فاعلن البابا اينوسنت الثالث ايام الفرح وطالب باداء صلاة الشكر في كل كنائس اوروبا لمدة 3 ايام فرحا وابتهاجا بهذا النصر.

3- الاخطاء القاتلة
ارتكب الناصر عدة اخطاء قاتلة ساهمت في كارثة العقاب يمكن اجمالها في مايلي
a-صغر سن الناصرلقد كان الناصر في السابعة عشرة من عمره عندما تولى الحكم سنة 595ه خلفا لابيه يعقوب المنصور فقد كان عديم الخبرة بالمقارنة مع ابيه وقد كانت دولة الموحدين في اوج قوتها في بداية عهد الناصر فقد شمل حكمها المغرب والجزائر وتونس واجزاء من ليبيا بالاضافة الى الاندلس ولكن هزيمة العقاب ضيعت على الموحدين كل شيء بسبب حماقات الناصر وخضوعه لا راء وزيره المشبوه ابي سعيد بن جامع.
b- حصار حصن سلبطرة
استنزف حصار حصن سلبطرة قوة الجيش الموحدي اذ ان الناصر اصر على حصار هذا الحصن رغم تحذير الكثير من القادة المجربين له من الاقدام على هذا الامر وهو ما ثبت بالفعل اذ رغم سيطرة الموحدين على الحصن فقد كانت تلك السيطرة باهظة الثمن ولم تغن شيئا بل مكنت الفرنجة من استغلالها احسن استغلال.
c-قتل ابي الحجاج بن قادسكان ابو الحجاج من خيرة قادة الاندلسيين وكان ذا شان عندهم لخبرته في قتال القشتاليين وقد صمد رغم قلة رجاله في الدفاع عن قلعة رباح ولكنه اضطر الى تسليمها بالامان بعد ان يئس من وصول النجدة فلم يستسغ الناصر ان يفرط ابو الحجاج في موقع استراتيجي كقلعة رباح فلم يكن مستعدا لسماعه بل امر بقتله وهذا ما خلق شعورا بالاستياء داخل صفوف الاندلسيين الذين اعتبروا قتل احد امرائهم اهانة لهم وهذا الامر ارخى بتداعياته في ساحة المعركة اذا رفض الانداسيون انجاد طليعة الموحدين لما حوصرت وانسحب اغلبهم من ارض المعركة مما ساهم في زعزعة الجيش الموحدي وابادته وشكل احد العوامل المهمة في حسم المعركةي لصالح القشتاليين.4- نتائج المعركةعجلت معركة العقاب بنهاية دولة الموحدين اذ لم تمض سنة واحدة حتى مات الناصر حزنا وكمدا على ما اصابه سنة 610ه وتولى بعده سلاطين عجزوا عن صد غارات القشتاليين على الثغور الاندلسية وعن مواجهة الثورات التي عصفت بحكمهم في المغرب فال الامر الى نهاية دولتهم سنة 667ه.
اما في الاندلس فقد تساقطت المدن الاسلامية بيد الفرنجة الواحدة تلو الاخرى فلم تمض سوى سنين قليلة حتى سقطت قرطبة سنة 633ه وبلنسية سنة 635ه وجيان سنة 643ه واشبيلية سنة 646ه وغيرها من الحصون والمدن الاسلامية وانحصر الحكم الاسلامي في غرناطة واحوازها التي تشكلت فيها امارة عرفت باسم مملكة بني الاحمر والتي استمرت تقاوم المد الصليبي الجارف الى سنة 898ه لتسقط هي الاخرى في يد القشتاليين بزعامة ملكهم فردناند الخامس وليسدل الستار نهائيا على الوجود الاسلامي بالاندلس بعد اكتمال اخر حلقات حرب الاسترداد.

      
http://img74.imageshack.us/img74/3641/lph00697dg5.gif


http://img375.imageshack.us/img375/2895/97417684mo7.gif

--------
الزواج رزق ولا يملك الرزق إلا الله –سبحانه وتعالى- فهو المتحكم فيه وهو الذي يحدد قدره وموعده، ومن الذي يستحقه، وكل ذلك مربوط بحكمة لا يعلمها إلا هو -عز وجل- علام الغيوب، وكيف لا، وهو القائل: "وفي السماء رزقكم وما توعدون".
ونحن إذ نتحدث عن الرزق يجب علينا أن نلتفت لما يجب علينا اتخاذه لكي يمن الله علينا برزقه ويبارك لنا فيه، والبداية تكمن في الاعتقاد اليقيني بأن الرزق من عند الله وأنه لا أحد من خلقه بقدرته أن يبسط الرزق لهذا أو أن يمنع الرزق عن ذلك، وإنما الكل أسباب يسببها الله ويضعها في طريقنا لكي تكون بابا يأتي الرزق منها إلينا.

ثم علينا أن نتيقن من أن كل شيء بكتاب وأن لكل شيء أجله، فقد يؤخر الله الرزق لحكمة لا يعلمها إلا هو، وقد يبكر من مجيئه لحكمة أيضا لا يعرفها غيره..
وقد تدعو الله بأن يرزقك شيئا معتقدا أن فيه الخير لك ولذويك، ولكن الله يؤخره عليك لأن في هذا خيرا لك.. ألم ترَ من البشر من يطلبون كثرة المال وزيادة السطوة وعلو السلطة، فلا يجيب الله طلبهم لعلمه بأن في هذا ضررا لهم، حيث يكون ذلك سببا في زيادة ذنوبهم، وفي خسارتهم دنياهم ودينهم..
وقد يدفع الجهل بذلك إلى استعجال الرزق ومن ثم الاتجاه إلى ما يغضب الله اعتقادا بأن في ذلك الحل للإحساس بتأخر الرزق.. إنك إذا كنت مؤمنا بأن الرزق آت آت من عند الله فإنك لن تسرق أبدا، ولن ترتشي أبدا، ولن تستخدم الرياء والنفاق لتجلب رزقا أبدا.. إلخ..

وفي هذا يقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه".. فإن الله يؤخر الرزق بل يحرمه لارتكاب الذنوب والمعاصي، فلا تجعل استعجالك للرزق دافعا لك على ارتكاب الذنوب التي تغضبه عز وجل..
ورغم ذلك الاعتقاد اليقيني بأن الرزق من عند الله وأنه مكتوب منذ الأزل، إلا أن هذا لا يعني التواكل وعدم العمل والسعي.. انظر إلى هذه الآية الكريمة "وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا".. لقد جعل الله الرزق ممثلا في "تساقط الرطب" على السيدة "مريم" مشروطا بالعمل "هز جذع النخلة" رغم ما كان بها من تعب وعناء الولادة، ورغم أنه –سبحانه- قادر على إطعامها دون بذلها هذا الجهد.. ولكن الله يعلمنا من ذلك ويرشدنا إلى أن طلب الرزق لابد أن يكون مصحوبا بالعمل والأخذ بالأسباب.

وإذا ما ذهبنا للحديث عن الزواج، فمعلوم أن في الزواج حكما كثيرة أهمها تغذية النفس بما بها من حاجة للحب والسكن والطمأنية والمودة والرحمة، والعمل على صيانة النوع الإنساني بالتناسل والتكاثر.. إلى آخره..
ألم تفكر مثلا، لماذا تحب أن تقابل هذه الفتاة وأن تتحدث معها؟ ألا تدري لماذا تسعد حين تسأل عنك؟ ألا تعرف لماذا تطرب لكلماتها وتهنأ بنظراتها، وتكاد تطير من الفرح حين تلتقي عينك بعينها؟
ألم تفكري في سبب لشعورك حين تجدين من يوحي إليك بأنه مسئول عنك، وأنه قادر على صيانتك وحمايتك؟ ألم تجدي ما يبرر سعادتك للقياه وبهجتك بكلماته ونظراته؟
إن السبب في ذلك هو أنك محتاج لهذا بحكم الفطرة، فبداخل كل منا ما يشعرنا بالاحتياج لكل ذلك، ولهذا وضع الله لنا الحل.. إنه الزواج..

والسؤال الآن: لقد أصبح الزواج –في ظل الظروف القاسية التي نعيشها- صعبا، فكيف لنا أن نوفر كل احتياجاته ومتطلباته؟ ألا ترى مجتمعنا من أمامك وارتفاع سن الزواج فيه؟ قل لي إذن ما الحل..
يا أخي.. ويا أختي.. ألم نتفق على أن الزواج رزق؟ إذن فلنطبق فيه ما تحدثنا عنه في الرزق.. تيقن بأنه من عند الله، وأن موعده مكتوب عنده منذ الأزل، واصبر فإن الله سيكافئك على صبرك، ولا تتعجل الرزق –الزواج- بارتكاب المعاصي.
انظر حولك.. إن الكثيرين منا لعدم وجود اعتقاد يقيني عندهم بأن الزواج رزق من عند الله، كثيرا ما يقعون في الزلل ويستعجلون الرزق بارتكاب المعاصي.. أليس الزواج العرفي والعلاقات المحرمة مما يعد كذلك؟ ثم انظر إلى حال هؤلاء وستجد أن الله يمنع عنهم الرزق بعد ذلك.. وقد يعطيهم إياه ولكنه لا يبارك لهم فيه.. وقد يبارك لهم فيه رغبة في هدايتهم فإما يهتدون ويصلح حالهم، وإما يتمادون فيكون عذاب الله شديدا..
أما من يصبر محاربا شهواته ولذاته غاضا بصره عن كل ما يثيرها، فإن الله يجعل المكافأة سريعا.. انظر لكل من تزوجوا حولك واسألهم.. ستجد الإجابة واحدة: "حين نويت الزواج بحق، ساعدني ربي وفتح عليّ أبوابا للرزق من عنده "..


إذا اجعل نيتك خالصة لوجه الله، وتيقن أن الرزق قادم من عند الله لا محالة، مؤمنا بأن لكل شيء أجلا، واعمل قدر ما تستطيع على أن تكون قادرا على القيام بمسئوليات الزواج من ناحية، ومحاربة شهواتك من ناحية أخرى..
ووفقنا الله لما في الخير..
دلائل الإخلاص وعلامات المخلصين
قل هذه سبيلي

undefined
إن من دلائل الإخلاص وعلامات المخلصين اتهامهم لأنفسهم بالتقصير في حق الله، وعدم القيام بالعبودية لملك الملوك، بل ومقتهم لأنفسهم ولا يرونها أهلاً لأي فضل.



والتزكية التي يذم عليها المرء أن يدل بعمله على ربه ويمدح، وكأنه يمن على الله، يقول: صليت، وتصدقت، وصمت، وحججت، وجاهدت، وبريت والدي، وما أشبه ذلك، فلايجوز للإنسان أن يزكي نفسه.



 



والصالحون لهم أحوال وكلام في اتهام النفس وعدم تزكيتها:



فها هو الصديق - رضي الله عنه - يمسك لسانه ويقول: هذا الذي أوردني المهالك.



وهذا عمر - رضي الله عنه - يقول لحذيفة : هل أنا منهم؟ يعني من المنافقين أَوَ سمّاني لكَ رسول الله؟





وكان عبد الرحمن بن هرمز الأعرج كثيراً مايعاتب نفسه ويوبخها ويقول لها: إن المنادي ينادي يوم القيامة: يا أهل خطيئة كذاقوموا، فتقوم يا أعرج معهم، ثم ينادي: يا أهل خطيئة كذا قوموا، فتقوم يا أعرج معهم،ثم ينادي يا أهل خطيئة كذا قوموا، فتقوم يا أعرج معهم، فأراك يا أعرج تقوم مع كل
طائفة.



وقال شعيب بن حرب: بينا أنا أطوف بالبيت إذا رجلٌ يشدُ ثوبي من خلفي فالتفت فإذا بفضيل ابن عياض، فقال: لو شفعَ فيّ وفيك أهل السماء كنا أهلاً ألا يشفع فينا.







وكان الشافعي يقول:


أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أن أنال بهم شفاعة


وأكره من تجارته المعاصي *** وإن كنا سواءً في البضاعة







وكان الربيع بن خثيم يبكي حتى يبل لحيته ويقول: أدركنا أقواماً كنا في جنبهم لصوصاً.



وعن يونس بن عبيد قال: إني لأعد مائة خصلة من خصال البر، ما فيَّ منها خصلةُ واحدة.




وقال الفضيل بن عياض عن نفسه: كيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعف عمله، وفنى عمره، ولم يتزود لمعاده، ولم يتأهب للموت، ولم يتزين للموت، وتزيّن للدنيا، هيه، وقعد يحدث يعني نفسه واجتمعوا حولك يكتبون عنك، بخ فقد تفرغّت للحديث ثم قال: هاه وتنفسطويلاً ويحك أنت تحسن تحدّث؟؟ أو أنت أهلٌ أن يحمل عنك؟ استحي يا أحمق بين الحمقان! لولا قلة حيائك وصفاقة وجهك ما جلست تحدث وأنت أنت، أما تعرف نفسك؟ أما تذكر ماكنت؟ وكيف كنت؟ أما لو عرفوك ما جلسوا إليك ولا كتبوا عنك، ولا سمعوا منك شيئاً أبدا.







وقال أيوب السختياني: إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل.



وقد روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -قال: لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا.


وعن جعفر بن برقان قال: بلغني عن يونس بن عبيد فضلٌ وصلاح، فكتبت إليه: يا أخي، اكتب لي بما أنت عليه، فكتب إليه: أتاني كتابك تسألني أنا أكتب إليك بما أنا عليه، وأخبرك أني عرضتُ على نفسي أن تحب للناس ما تحب لها وتكره لهم ما تكره لها؛ فإذا هي من ذاك ببعيد، ثم عرضتُ عليها مرةً أخرى ترك ذكرهم إلا من خير؛ فوجدت الصوم في اليوم الحار الشديد الحر بالهواجر بالبصرة أيسر عليها من ترك ذكرهم. هذا أمري يا أخيوالسلام.







وقال بكر بن عبدالله المزني : لما نظرت إلى أهل عرفات ظننت أنهم قد غفر لهم لولا أني كنت فيهم.



وقال مطرف بن عبدالله: لولا ما أعلم من نفسي لقليت الناس.. وقال في دعائه بعرفة: اللهم لا ترد الناسلأجلي.







وقال يونس بن عبيد: إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير ما أعلم أن في نفسي منها واحدة.




ولما احتضر سفيان الثوري دخل عليه أبوالأشهب وحماد بن سلمة، فقال له حماد: يا أبا عبدالله أليس قد أمنت مما كنت تخاف هوتقدم على من ترجوه وهو أرحم الراحمين فقال: يا أبا سلمه أتطمع لمثلي أن ينجو منالنار قال: إي والله إني لأرجو لك ذلك.



وذكر عن مسلم بن سعيد الواسطي قال: أخبرني حماد بن جعفر بن زيد: أن أباه أخبره قال: خرجنا في غزاة إلى كابل وفي الجيش: صلة بن أشيم فنزل الناس عند العتمة فصلوا ثم اضطجع فقلت: لأرمقن عمله فالتمس غفلة الناس حتى إذا قلت: هدأت العيون وثب فدخل غيضة قريبا منا فدخلت على أثره فتوضأ ثم قام يصلي وجاء أسد حتى دنا منه فصعدت في شجرة فتراه التفت أوعده جروا فلما سجد قلت: الآن يفترسه فجلس ثم سلم ثم قال: أيها السبع طلب الرزق من مكان آخر فولى وإن له لزئيرا أقول: تصدع الجبال منه قال: فما زال كذلك يصلي حتى كان عند الصبح جلس فحمدالله - تعالى - بمحامد لم أسمع بمثلها ثم قال: اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار ومثلي يصغر أن يجترئ أن يسألك الجنة قال: ثم رجع وأصبح كأنه بات على الحشايا وأصبحت وبي من الفترة شيء الله به عالم.






وقال محمد بن واسع: لو كان للذنوب ريح ما قدر أحد يجلس إلي.



وذكر داود الطائي عند بعض الأمراء فأثنواعليه، فقال: لو يعلم الناس بعض ما نحن فيه ما ذل لنا لسان بذكر خيرأبدا.



وذكر ابن أبي الدنيا عن الخلد بن أيوب قال: كان راهب في بني إسرائيل في صومعة منذ ستين سنة فأتي في منامه فقيل له: إن فلانا الإسكافي خير منك ليلة بعدليلة فأتى الإسكافي فسأله عن عمله فقال: إني رجل لا يكاد يمر بي أحد إلا ظننت أنه في الجنة وأنا في النار ففضل على الراهب بإزرائه على نفسه.







وقال أبوحفص: 


من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات، ولم يخالفها في جميع الأحوال، ولم يجرها إلى مكروهها في سائر أوقاتهكان مغرورا 


ومن نظر إليها باستحسان شيء منها فقد أهلكها


 

 
http://img74.imageshack.us/img74/3641/lph00697dg5.gif


http://img375.imageshack.us/img375/2895/97417684mo7.gif

المكان :
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الزمان :
السنة الثالثة والعشرين من الهجرة .

يخرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من بيته ليصلي بالناس صلاة الفجر ..
يدخل المسجد ..
تقام الصلاة ..
يتقدم عمر و يسوي الصفوف ..
يكبر فما هو إلا أن كبر حتى تقدم إليه المجرم أبو لؤلؤة المجوسي فيطعنه عدة طعنات بسكين ذات حدين .

أما الصحابة الذين خلف عمر فذهلوا وسقط في أيديهم أمام هذا المنظر المؤلم .

وأما من كان في خلف الصفوف في آخر المسجد فلم يدروا ما الخبر ..
فما إن فقدوا صوت عمر رفعوا أصواتهم :
سبحان الله ..
سبحان الله .
ولكن لا مجيب .

يتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فيقدمه فيصلي بالناس .

يحمل الفاروق إلى بيته .. فيغشى عليه حتى يسفر الصبح .

اجتمع الصحابة عند رأسه فأرادوا أن يفزعوه بشيء ليفيق من غشيته .

نظروا فتذكروا أن قلب عمر معلق بالصلاة .

فقال بعضهم : إنكم لن تفزعوه بشيء مثل الصلاة إن كانت به حياة .

فصاحوا عند رأسه : الصلاة يا أمير المؤمنين ، الصلاة .

فانتبه من غشيته وقال : الصلاة والله .

ثم قال لا بن عباس : أصلى الناس .

قال : نعم .

قال عمر : لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة .

ثم دعا بالماء فتوضأ و صلى وإن جرحه لينزف دماً .


هكذا أيها الأحبة كان حالهم مع الصلاة .

حتى في أحلك الظروف ، بل وحتى وهم يفارقون الحياة في سكرات الموت .

كيف لا وقد كانت هذه الفريضة الهم الأول لمعلم البشرية صلى الله عليه وسلم وهو يعالج نفسه في سكرات الموت فيقول :
الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم .


أيها الأحبة .
في هذه الكلمة نعرض أربعة أحوال من أحوال السلف الصالح مع الصلاة لنقارن أحوالهم بأحوالنا ليتوب المسيء من إساءته ، ويتنبه المقصر إلى تقصيره ، ويزداد المحسن إحساناً وتكميلاً لصلاته .



الحال الأول :
محافظتهم على صلاة الجماعة وتعلق قلوبهم بها:

الصلاة قرة عيون المؤمنين كما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : وجعلت قرة عيني في الصلاة .

ولذا كان يقول :
أرحنا بها يا بلال . ولسان حال بعضنا : أرحنا منها يا إمام .

وقل لبلال العزم من قلب صادق أرحنا بها إن كنت حقاً مصليا
توضأ بماء التوبة اليوم مـخلصاً به ترق أبواب الجنان الثمانيا
وقد سطر سلفنا الصالح صوراً مشرقة في المحافظة على صلاة الجماعة .

ففي صحيح مسلم ينقل لنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صورة حية لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحالهم مع صلاة الجماعة فيقول :
ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد رأيت الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف .

فأين النائمون عن صلاة الفجر و العصر الذين أنعم الله عليهم وأصحّ لهم أجسامهم ؟
وما عذرهم أمام الله تعالى ؟.

منائركم علت في كل حيٍّ ومسجدكم من العباد خالي
وصوت أذانكم في كل وادٍ ولكن أين صوت من بلالِ

وهذا سعيد بن المسيب يقول : ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة .

ولما اشتكى سعيد عينه يوماً قالوا لـه : لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة لوجدت لذلك خفة . فقال : فكيف أصنع بشهود العشاء والصبح .

وكان الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة وبه الفالج فقيل لـه : قد رخص لك . قال : إني أسمع " حي على الصلاة " فإن استطعتم أن تأتوها فأتوها ولو حبواً .

وسمع عامر بن عبدالله بن الزبير المؤذن وهو يجود لنفسه فقال : خذوا بيدي فقيل : إنك عليل . قال : أسمع داعي الله فلا أجيبه . فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب فركع ركعة ثم مات .

وكان سعيد بن عبدالعزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى .
نعم . بكى لا لأنه قد فاتته مباراة رياضية ، ولا لأغنية أو تمثيلية . ولكن يبكي لفوات المثوبة والروحانية .

سئل عبدالرحمن بن مهدي عن الرجل يبني بأهله أيترك الجماعة أياماً ؟ قال : لا ، ولا صلاةً واحدةً .

هكذا أفتى ابن مهدي رحمه الله . ثم يأتي الامتحان ، فيزوج ابن مهدي إحدى بناته فيخرج صبيحة العرس ويمشي إلى بابهما فيقول للجارية : قولي لهما يخرجان إلى الصلاة .
فخرج النساء والجواري فقلن : سبحان الله !! أي شيء هذا ؟ .
فقال : لا أبرح حتى يخرج إلى الصلاة .
فخرج بعدما صلى فبعث به إلى مسجدٍ خارج من الدرب .



الحال الثاني :
مبادرتهم إلى الصلاة ومحافظتهم على تكبيرة الإحرام :

ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه قال " لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ".

قال النووي : يتأخرون أي عن الصفوف الأول حتى يؤخرهم الله تعالى عن رحمته أو عظيم فضله ورفع المنزلة وعن العلم ونحو ذلك .

قال عدي بن حاتم : ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء .

وكان إبراهيم بن ميمون أحد المحدثين يعمل صائغاً يطرق الذهب والفضة . فكان إذا رفع المطرقة فسمع النداء وضعها ولم يردها .

وقال سعيد : ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأن في المسجد .

وقد جاء عند الترمذي وحسنه الألباني أنه صلى الله عليه وسلم قال " من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق .

روي عن الأعمش أنه كان قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى .

ولهذا قال إبراهيم التيمي : إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه .


هكذا كان حرصهم وتبكيرهم إلى الصلوات فيا ليت شعري أين نحن من حالهم .

ونحن نرى الجموع المتأخرة تقضي خلف الصفوف ناهيك عن الذين يقضون خلف الإمام ، ويعتذرون عن تأخرهم بأعذار هي أوهى من بيت العنكبوت .
وهذا دليل قلة الفقه ، والله المستعان .


الحال الثالث :
إحسانهم الصلاة وإتمامهم أركانها :

نظر السلف إلى القرآن وإذا الله تبارك وتعالى يأمرهم بإقامة الصلاة ، فلم ترد آية واحدة بغير لفظ الإقامة. والتعبير بهذا اللفظ يقتضي العناية بها وإقامتها على الوجه المطلوب كما وردت .

يدخل رجل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصلي ، ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيسلم عليه ، فيرد عليه بقوله : وعليك السلام ، ارجع فصل فإنك لم تصل .
فيعود فيصلي ثم يأتي فيسلم عليه ، فيرد عليه بمثل ما رد عليه .
فلما كان في المرة الثالثة قال الرجل : والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني .
فعلمه عليه الصلاة والسلام كيف يصلي ، وأرشده إلى الطمأنينة في جميع أركان الصلاة وواجباتها .

ويصلي عليه الصلاة والسلام يوماً – كما في صحيح مسلم _ فينصرف ويخاطب رجلاً بقوله : يا فلان ألا تحسن صلاتك ، ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي ، فإنما يصلي لنفسه .

أيها الأحبة .. هل تعلمون من هو أسوأ الناس سرقة ؟
أهو سارق المسجد أو الحرم ؟ أهو سارق مال فقير أو يتيم ؟
كلا . قال عليه الصلاة والسلام : " أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته . قالوا : وكيف يسرق من صلاته ؟ . قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها .

وصح عن عبدالله بن عمر أنه رأى فتى يصلي فأطل صلاته وأطنب فيها فقال : أيكم يعرف هذا ؟ فقال رجل: أنا أعرفه .
فقال ابن عمر : لو كنت أعرفه لأمرته أن يطيل الركوع والسجود فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
إن العبد إذا قام إلى الصلاة أتي بذنوبه كلها فوضعت على عاتقيه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه .

قال ابن جريج : لزمت عطاء ثمانين عشرة سنة ، وكان بعدما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة . فيقرأ مئتي آية من البقرة وهو قائم لا يزول منه شيء ولا يتحرك .

قال أبو إسحاق السبيعي : ذهبت الصلاة مني وضعُفُت وإني لأصلي فما أقرأ وأنا قائم إلا البقرة وآل عمران . وقيل إنه ما كان يقدر أن يقوم حتى يقام فإذا استقم قائماً قرأ وهو قائم ألف آية .

قال خالد بن عمرو : رأيت مسعراً كأن جبهته ركبة عنز من السجود .

قال ابن رهب : رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب صلى ثم سجد سجدة فلم يرفع حتى نودي بالعشاء.

أما حالنا فمؤسف . فقد أصبحت الصلاة ثقيلة على كثير من الناس حتى إذا كبر أحدهم أومأ بحركات لا روحانية ، ونقر الصلاة كنقر الغراب لا يذكر الله فيها إلا قليلاً . فهلك النقارون .

ووالله لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً بين أظهرنا لقال لهم : ارجعوا فصلوا ، فإنكم لم تصلوا .



الحال الرابع :
خشوعهم في الصلاة :

الخشوع في الصلاة بمنزلة الروح في الجسد ، فصلاة بلا خشوع كجسد بلا روح .

كان سيد الخاشعين يصلي لله خاشعاً مخبتاً ، يبكي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء .

كان ابن الزبير إذا قام إلى الصلاة كأنه عود .

وكان ابن الزبير يصلي في الحجر ، فيرمى بالحجارة من المنجنيق فما يلتفت .

ووقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد فجعلوا يقولون : يا ابن رسول الله النار .
فما رفع رأسه حتى طفئت .
فقيل له في ذلك فقال : ألهتني عنها النار الأخرى .

وكان علي ابن الحسين إذا توضأ اصفر وإذا قام إلى الصلاة ارتعد . فقيل له فقال : تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي ؟ .

وقالت بنت لجار منصور بن المعتمر : يا أبت أين الخشبة التي كانت في سطح منصور قائمة ؟ قال : يا بنيته ذاك منصور يقوم الليل .

سرق رداء يعقوب بن إسحاق عن كتفه وهو في الصلاة ولم يشعر ورُدّ إليه فلم يشعر لشغله بعبادة ربه.

كان إبراهيم التيمي إذا سجد كأنه جذم حائط ينزل على ظهره العصافير .

قال إسحاق بن إبراهيم كنت أسمع وقع دموع سعيد بن عبدالعزيز على الحصير في الصلاة .



هكذا كان خشوعهم .

أما نحن فنشكو إلى الله قسوة في قلوبنا وذهاباً لخشوعنا .

فلم تعد الصلاة عند بعضنا صلة روحانية بينه وبين ربه تبارك وتعالى ، بل أصبحت مجرد حركات يؤديها الإنسان بحكم العادة لا طعم لها ولا روح .

فأنى لمثل هذا أن يخشع ........ ؟ .


لقد صلى بعض الناس في أحد مساجدنا ، ولما كان في التشهد الأخير جاءه الشيطان وقال له : يا أبا فلان إن صاحب المحل قد أخطأ في الحساب فراجع الفاتورة ، إني لك من الناصحين .
فصدق المسكين وأخرج الفاتورة ليراجعها أمام الناس وهو يصلي . فالله المستعان .

وآخر .
تراه هادئاً ساكناً ، فما إن يكبر حتى تبدأ يداه بالعبث بغترته أوعقاله أولحيته أوساعته . . . ولو خشع قلبه لخشعت جوارحه .

فلا يغرنك وقوف مصليين متجاورين في صف واحد فإنه قد يكون بينهما من التفاوت في الأجر كما بين السماء والأرض . وقد قال عليه الصلاة والسلام " وإن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها " رواه أبو داود وحسنه الألباني .



إعداد الفقير إلى عفو ربه تعالى :
سامي بن خالد الحمود
http://img74.imageshack.us/img74/3641/lph00697dg5.gif

http://img375.imageshack.us/img375/2895/97417684mo7.gif
" ابحث عن الذنب " هذا أفضل ما تجيب به عن أسئلة الناس الحائرة الشاكية لتدهور الأحوال الإيمانية ، والابتلاءات والفتن التي يتعرضون لها .

"
ابحث عن الذنب " نعم ، فما ابتلينا إلا بذنوبنا ، وما نزل عقاب إلا بذنب ، فنسأل الله تعالى أن يتوب علينا ويجدد الإيمان في قلوبنا .


هذه عقوبات الذنوب فهل من خائف ؟!!


(1) انتكاس القلب :


يقول الله تعالى : {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (سورة الصف /5)
ويقول { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ } (سورة النساء /88)
ويقول صلى الله عليه وسلم عن القلب المنتكس : " والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا ، لا يعرف معروفا ، ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه " رواه مسلم


(2) حصول الوحشة بين العبد وبين ربه عز وجل ، وبينه وبين عباد الله المؤمنين ، فتراه مكتئبًا حزينًا ، دائم الإحساس بالضيق . وقد قال تعالى : { فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء } (سورة الأنعام /125)
في قصة كعب بن مالك المشهورة في غزوة تبوك قال تعالى : { وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ } (سورة التوبة / 118)




(3) استصغار الذنوب واحتقارها
عن أنس رضي الله عنه قال : " إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر ، إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات " . رواه البخاري
وعن ابن مسعود قال : " إن المؤمن يري ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه ، وأن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا " . رواه البخاري
ولذلك قد لا يوفق للتوبة ، ويرى أنه لم يصنع شيئا يستحق منه الندم ، والله يقول : { وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ } (سورة الحـج /30)




(4) أن العبد يهون على الله عز وجل وعلى عباده :
قال تعالى : { وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء } (سورة الحـج /18)
فما بالك لو سقطت من عين الله ؟!




(5) المعاصي تورث الذل لصاحبها :
قال تعالى : {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا } (سورة فاطر/ 10)
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري " [رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ]
فقد أبى الله إلا أن يذل من عصاه ، والعبد يذنب الذنب في الليل فيصبح وعليه مذلته .


(6) تورث ظلمة في القلب
قال تعالى : { اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أولياؤهم الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ } (سورة البقرة/ 257)
قال بن عباس : إن للحسنة ضياء في الوجه ، ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق .. وإن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القبر والقلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضا في قلوب الخلق "


اللهم جنبنا الذنوب والمعاصي ما ظهر منها وما بطن

منقول

http://img74.imageshack.us/img74/3641/lph00697dg5.gif


http://img375.imageshack.us/img375/2895/97417684mo7.gif

--------
الزواج رزق ولا يملك الرزق إلا الله –سبحانه وتعالى- فهو المتحكم فيه وهو الذي يحدد قدره وموعده، ومن الذي يستحقه، وكل ذلك مربوط بحكمة لا يعلمها إلا هو -عز وجل- علام الغيوب، وكيف لا، وهو القائل: "وفي السماء رزقكم وما توعدون".
ونحن إذ نتحدث عن الرزق يجب علينا أن نلتفت لما يجب علينا اتخاذه لكي يمن الله علينا برزقه ويبارك لنا فيه، والبداية تكمن في الاعتقاد اليقيني بأن الرزق من عند الله وأنه لا أحد من خلقه بقدرته أن يبسط الرزق لهذا أو أن يمنع الرزق عن ذلك، وإنما الكل أسباب يسببها الله ويضعها في طريقنا لكي تكون بابا يأتي الرزق منها إلينا.

ثم علينا أن نتيقن من أن كل شيء بكتاب وأن لكل شيء أجله، فقد يؤخر الله الرزق لحكمة لا يعلمها إلا هو، وقد يبكر من مجيئه لحكمة أيضا لا يعرفها غيره..
وقد تدعو الله بأن يرزقك شيئا معتقدا أن فيه الخير لك ولذويك، ولكن الله يؤخره عليك لأن في هذا خيرا لك.. ألم ترَ من البشر من يطلبون كثرة المال وزيادة السطوة وعلو السلطة، فلا يجيب الله طلبهم لعلمه بأن في هذا ضررا لهم، حيث يكون ذلك سببا في زيادة ذنوبهم، وفي خسارتهم دنياهم ودينهم..
وقد يدفع الجهل بذلك إلى استعجال الرزق ومن ثم الاتجاه إلى ما يغضب الله اعتقادا بأن في ذلك الحل للإحساس بتأخر الرزق.. إنك إذا كنت مؤمنا بأن الرزق آت آت من عند الله فإنك لن تسرق أبدا، ولن ترتشي أبدا، ولن تستخدم الرياء والنفاق لتجلب رزقا أبدا.. إلخ..

وفي هذا يقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه".. فإن الله يؤخر الرزق بل يحرمه لارتكاب الذنوب والمعاصي، فلا تجعل استعجالك للرزق دافعا لك على ارتكاب الذنوب التي تغضبه عز وجل..
ورغم ذلك الاعتقاد اليقيني بأن الرزق من عند الله وأنه مكتوب منذ الأزل، إلا أن هذا لا يعني التواكل وعدم العمل والسعي.. انظر إلى هذه الآية الكريمة "وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا".. لقد جعل الله الرزق ممثلا في "تساقط الرطب" على السيدة "مريم" مشروطا بالعمل "هز جذع النخلة" رغم ما كان بها من تعب وعناء الولادة، ورغم أنه –سبحانه- قادر على إطعامها دون بذلها هذا الجهد.. ولكن الله يعلمنا من ذلك ويرشدنا إلى أن طلب الرزق لابد أن يكون مصحوبا بالعمل والأخذ بالأسباب.

وإذا ما ذهبنا للحديث عن الزواج، فمعلوم أن في الزواج حكما كثيرة أهمها تغذية النفس بما بها من حاجة للحب والسكن والطمأنية والمودة والرحمة، والعمل على صيانة النوع الإنساني بالتناسل والتكاثر.. إلى آخره..
ألم تفكر مثلا، لماذا تحب أن تقابل هذه الفتاة وأن تتحدث معها؟ ألا تدري لماذا تسعد حين تسأل عنك؟ ألا تعرف لماذا تطرب لكلماتها وتهنأ بنظراتها، وتكاد تطير من الفرح حين تلتقي عينك بعينها؟
ألم تفكري في سبب لشعورك حين تجدين من يوحي إليك بأنه مسئول عنك، وأنه قادر على صيانتك وحمايتك؟ ألم تجدي ما يبرر سعادتك للقياه وبهجتك بكلماته ونظراته؟
إن السبب في ذلك هو أنك محتاج لهذا بحكم الفطرة، فبداخل كل منا ما يشعرنا بالاحتياج لكل ذلك، ولهذا وضع الله لنا الحل.. إنه الزواج..

والسؤال الآن: لقد أصبح الزواج –في ظل الظروف القاسية التي نعيشها- صعبا، فكيف لنا أن نوفر كل احتياجاته ومتطلباته؟ ألا ترى مجتمعنا من أمامك وارتفاع سن الزواج فيه؟ قل لي إذن ما الحل..
يا أخي.. ويا أختي.. ألم نتفق على أن الزواج رزق؟ إذن فلنطبق فيه ما تحدثنا عنه في الرزق.. تيقن بأنه من عند الله، وأن موعده مكتوب عنده منذ الأزل، واصبر فإن الله سيكافئك على صبرك، ولا تتعجل الرزق –الزواج- بارتكاب المعاصي.
انظر حولك.. إن الكثيرين منا لعدم وجود اعتقاد يقيني عندهم بأن الزواج رزق من عند الله، كثيرا ما يقعون في الزلل ويستعجلون الرزق بارتكاب المعاصي.. أليس الزواج العرفي والعلاقات المحرمة مما يعد كذلك؟ ثم انظر إلى حال هؤلاء وستجد أن الله يمنع عنهم الرزق بعد ذلك.. وقد يعطيهم إياه ولكنه لا يبارك لهم فيه.. وقد يبارك لهم فيه رغبة في هدايتهم فإما يهتدون ويصلح حالهم، وإما يتمادون فيكون عذاب الله شديدا..
أما من يصبر محاربا شهواته ولذاته غاضا بصره عن كل ما يثيرها، فإن الله يجعل المكافأة سريعا.. انظر لكل من تزوجوا حولك واسألهم.. ستجد الإجابة واحدة: "حين نويت الزواج بحق، ساعدني ربي وفتح عليّ أبوابا للرزق من عنده "..


إذا اجعل نيتك خالصة لوجه الله، وتيقن أن الرزق قادم من عند الله لا محالة، مؤمنا بأن لكل شيء أجلا، واعمل قدر ما تستطيع على أن تكون قادرا على القيام بمسئوليات الزواج من ناحية، ومحاربة شهواتك من ناحية أخرى..
ووفقنا الله لما في الخير..

مصطفى حسني




ليست هناك تعليقات: