الأحد، 15 يناير 2012

اني معي ربي سيهديني؟؟






هذه كلمات وخواطر لعلمائنا الأفاضل أعجبتني

وأحببت أن أنقلها لكم لنأخذ منها العبرة وندرك ما يفعله

الإيمان عندما يباشر القلوب وتنعكس آثاره على الجوارح

والأركان من ثبات على الدين رغم المحن والفتن ..



سَقطة العَالم


كان الإمام أبو حنيفة يمشي في الطريق ، رأى غلاما أمامه حفرة

فقال له : يا غلام إياك أن تسقط .

فقال هذا الغلام كلمة حاسمة مفحمة ، قال له :

بل أنت يا إمام إياك أن تسقط ..

أنا إن سقطت سقطت وحدي ، وإنك إن سقطتَ سقط معك العالم .



بلسم الحياة


عندما دخل ابن تيميه رحمه الله سجن القلعة برز له بلسم الحياة " الإيمان "

فقال :

( ما يصنع أعدائي بي؟

أنا جنتي وبستاني في صدري ، أنى رحت فهي معي لا تفارقني ،

حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة.

إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ، إنها جنة الإيمان.



الطريق إلى الله


قال الداعية محمد قطب : هل أحسست بالألم يعتصر فؤادك ؟

هل أحسست أنك تتهاوى تحت وطأته ، وأنك لا تستطيع احتماله

هل أحسست وخزه يدفعك إلى الصياح .. إلى التأوه ..

إلى الانفطار .. إلى انهيار السلطان على النفس ؟

ثم هل تمالكت نفسك رغم هذا ، وقلت تواسي نفسك وتجمع شتاتها

و تصبرها فليكن ذلك في سبيل الله ؟

إنها الطريق إلى الله .



كن عظيما


كن عظيما فيما تفكر ، وفيما تعمل ، وفيما تهدف ، تجدك ارتقيت وارتقى بك

من حولك ، وبلغت منازل العظماء في الدنيا قبل الآخرة .

فكر بالآخرة

إذا شغلتك الدنيا وأهمتك ، فدع نصف تفكيرك في الآخرة ، فتكون قد حققت

مراد عيشك في الدنيا وتخففت من همومك .



احكم نفسك


النفس ليس لها ضابط إلا صاحبها ، فهي كسولة ، خمولة ، تشتهي المعاصي

والسوء ، لا تستقر على رأي ، إذا هوت شيئا طوعت له كل طاقة

وإذا عافت أمرا نصبت له شراكا جسورة .

فكن حاكما حازما في قيادتها تسلم ، قال تعالى :

(( ونهى النفس عن الهوى ))

" مختارات للشيخ د : علي عمر بادحدح "


( هَيتَ لك )


تقول امرأة العزيز ليوسف عليه السلام :

هيت لك

قال : معاذ الله

وكلمة هيت لك فيها من الجذب والإغراء والفتنة ما يقود النفس الأمارة

للاستجابة ، ولكن الله سلم وعصم ولطف.

ويا لمقام يوسف عليه السلام ، وقوته وصلابة عزيمته وجلالة نفسه

يوم هزم هذا الإغراء الفاتن بالكلمة الطاهرة الخالدة

معاذ

الله
.

وياليت كل مسلم إذا ماجت أمامه الفتن وتعرضت له الإغراءات

أن يفزع إلى : معاذ الله

ليجد الحفظ والصون والرعاية

ويحتاج المسلم كل وقت إلى عبارة معاذ الله ،

فالدنيا بزخرفتها وزينتها تناديه : هيت لك

والمنصب ببريقه وطلائه يصيح : هيت لك

والمال بهالته وصولته يقول : هيت لك

والمرأة بدلالها وحسنها وسحرها تعرض نفسها وتصيح : هيت لك

فمن ليس عنده معاذ الله ماذا يصنع ؟

وإن الفتنة التي تعرض لها يوسف لهي كبرى ، وإن الإغراء الذي لقيه

لهو عجيب ، فهو عليه السلام شاب غريب في الخلوة وفي أمن الناس

لأنها زوجة الملك ، ثم هي مترفة متزينة ذات منصب وجمال وشرف ومال

وهي التي غلقت الأبواب ودعته إلى نفسها فاستعصم ، ورأي برهان ربه

ونادي : معاذ الله

فكان الانتصار على النفس الأمارة والهوي الغلاب ، فصار يوسف مثلا

لكل عبد غلب هواه ، خاف ربه ، وحفظ كرامته ، وصان عرضه.

ونحن في هذا العصر بأمس الحاجة إلى مبدأ :

معاذ الله

فالمرأة السافرة ، والشاشة الهابطة ، والمجلة الخليعة ، والأغنية الماجنة

كلها تنادي : هيت لك

وجليس السوء ، والصاحب الشرير ، وداعية الزور ، وشاعر الفتنة

كلهم يصيحون هيت لك


 جفت ينابيع الحياة
تاه المدد
كثرة هموم الدنيا
أضناني الوجع
ومالي سواك
يا حبيبى يارسول الله
 أبتغيك
أرفع أكفى
 تضرعاً لهواك
لا ملجأ
 مما أنا فيه إلا إليك
فإذا ذكرت أسمك
 ياحبيبي أطيبُ
أبكي
خشوعاً في نجواك
لمجرد هتف جوارحي لأسمك
أهيم فى لقياك
 أهيم
يا حبيبى يا رسول الله
أهيم وفي القلب حر اللهيب
أذابت فؤادي معاني الغرام

أهيم
يا حبيبى يا رسول الله
فكيف الوصال
وكلي ذنوب
ولكن علمت ..
في دين طه شفاء السقام

قال الله تعالى: "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا". (سورة أالأحزاب ، 35). قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (باختصار) : فقوله تعالى: {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات} دليل على أن الإيمان غير الإسلام, وهو أخص منه لقوله تعالى: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}.   وقوله تعالى: {والقانتين والقانتات} القنوت هو الطاعة في سكون فالإسلام بعده مرتبة يرتقي إِليها وهو الإيمان, ثم القنوت ناشىء عنهما {والصادقين والصادقات} هذا في الأقوال, فإِن الصدق خصلة محمودة ولهذا كان بعض الصحابة رضي الله عنهم لم تجرب عليهم كذبة لا في الجاهلية ولا في الإسلام, وهو علامة على الإيمان, كما أن الكذب أمارة على النفاق {والصابرين والصابرات} هذه سجية الأثبات, وهي الصبر على المصائب, والعلم بأن المقدر كائن لا محالة وتلقي ذلك بالصبر عند الصدمة الأولى, أي أصعبه في أول وهلة, ثم مابعده أسهل منه وهو صدق السجية وثباتها {والخاشعين والخاشعات} الخشوع: السكون والطمأنينة, والتؤدة والوقار, والتواضع, والحامل عليه الخوف من الله تعالى ومراقبته {والمتصدقين والمتصدقات} الصدقة هي الإحسان إِلى الناس المحاويج الضعفاء الذين لا كسب لهم ولا كاسب يعطون من فضول الأموال طاعة لله وإِحساناً إِلى خلقه. {والصائمين والصائمات} وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه «والصوم زكاة البدن» أي يزكيه ويطهره وينقيه من الأخلاط الرديئة طبعاً وشرعاً, كما قال سعيد بن جبير: من صام رمضان وثلاثة أيام من كل شهر دخل في قوله تعالى: {والصائمين والصائمات} {والحافظين فروجهم والحافظات} أي عن المحارم والمآثم إِلا عن المباح {أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً} خبر عن هؤلاء المذكورين كلهم أي أن الله تعالى قد أعد لهم أي هيأ لهم مغفرة منه لذنوبهم وأجراً عظيماً وهو الجنة.



عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قراءة : « قل هو الله أحد : والّذي نفسي بيده إنّها لتعدل ثلث القرآن » صحيح

وفي رواية : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال لأصحابه : « أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلث القرآن في ليلة ؟ فشقّ ذلك عليهم وقالوا : أيّنا يطيق ذلك يارسول الله ؟ فقال : قل هو الله أحد * الله الصمد ثلث القرآن » رواه البخاري - صحيح




فضل قراءة القرآن



عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول : ألم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف » رواه الترمذي وقال حديث حسن - صحيح

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : « اقرءوا القرآن فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه » . رواه مسلم – صحيح

الوسوم :فضل   قراءة   القرآن   


فضل الذكر


في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : « يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ».

و قد قال تعالى: « يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا » [الأحزاب:41]، وقال تعا لى: « والذاكرين الله كثيرا والذاكرات » [الأحزاب:35]


وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل.

ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء. فإذا ترك الذكر صدئ، فإذا ذكره جلاه.

و صدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.


ماء من نور

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء،فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب » رواه مسلم - صحيح


ما أعظم ربنا وأحلمه وأكرمه.. جل شأنه، وتبارك اسمه
أجر عظيم لا يتصور.. بعمل قليل لا يذكر
لو قيل للناس: من توضأ في المكان الفلاني وأحسن الوضوء ، فله ألف درهم مع كل عملية وضوء جديدة
لو قيل ذلك.. لرأيت الناس يتدافعون ويتزاحمون على ذلك المكان
وقد يقتتلون، ليبادروا إلى الوضوء بين الساعة والساعة
بل بعد كل خمس دقائق وضوء جديد
عجيب أمر هؤلاء الناس
انظر بماذا وعدهم الله جل جلاله.. ومع هذا تكاسلوا عن الوضوء
وانظر بماذا وعدهم الناس وكيف تزاحموا وتقاتلوا

لا إله إلا الله
اللهم خذ بنواصينا إليك أخذ الكرام عليك

حب الله تعالى العبد

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قال : ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني أعطيته ، ولئن استعاذني لأعيذنّه ) . رواه البخاري - صحيح


عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : إني أحبّ فلانا فأحبّه فيحبّه جبريل ، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحبّ فلانا فأحبوه فيحبّه أهل السماء، ثم يوضع له القَبولُ في الأرض ، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول : إني أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله أبغض فلانا فأبغضوه ، ثم توضع له البغضاء في الأرض ) . متفق عليه



أدعية من القرآن الكريم


«
ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار (201) » البقرة


«
ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ، ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين (286) » البقرة


«
رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاءِ (40) ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب (41) » ابراهيم


«
رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا (80) » الإسراء


«
رب اوزعنى ان اشكر نعمتك التى انعمت علىّ وعلى والدىّ وان اعمل صالحا ترضاه وادخلنى برحمتك فى عبادك الصالحين (19) » النمل


«
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب (8) » آل عمران

«
ربنا اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار (16) » آل عمران

«
ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار (191)، ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته وما للظالمين من انصار (192)، ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا (193)ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار، ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد (194) » آل عمران

«
ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين (23) » الأعراف

«
ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين(126) » الأعراف
 


قال تعالى: " إنّ في خَلقِ السَماواتِ والأرضِ واختلافِ اللّيلِ والنّهارِ لآيات لأولي الألباب (190) الّذينَ يَذكُرونَ اللّهَ قياما وقعودا وعلى جنوبِهِم ويَتَفَكَّرون في خَلقِ السَماواتِ والأرضِ ، رَبَّنا ما خَلَقتَ هذا باطلا سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّار (191) " آل عمران

وقال تعالى : " أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ ‏رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) " الغاشية


الكثير منا يهمل عبادة لا تحتاج الى جهد أو تعب ألا و هي عبادة التفكر في خلق الله فلو تأملنا ما حولنا و تذكرنا عظمة خلقنا لما عصيناه قال بشر الحافي رحمه الله : ( لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه )


التفكر في عجائب المخلوقات يزيد المؤمن ايمانا ويجعل قلبه مطمئنا ويقف مبهورا أمام عظمة الله غير المتناهية ويدرك ضعف الإنسان أمام تلك القدرة الجبارة ويجلب الخشية لله تعالى وتعظيمه، وكلما كان الإنسان أكثر تفكرا وتأملا في خلق الله وأكثر علما بالله تعالى وعظمته كان أعظم خشية

أول آية فى القرآن : "الحمد لله رب العالمين" أنت تقرأها و تقولها كل يوم عشرات المرات
اذا كان الحمد يملأ أعماق أعماق نفسك فصدقني ستعيش سعيدا

عندما تشعر أن كل خلية فى جسمك تحمد الله و أن كل قطرة فى دمك تحمد الله
عندها ستتذوق طعم الرضا و السعادة

تعالوا نحمد الله بصدق اليوم و لنجعل شعارنا "و لئن شكرتم لأزيدنكم"
الوسوم :الحمد لله  


تأملت أحوال الناس من حولي فامتلأ قلبي حزنا و أسى ، كآبة غزت القلوب ... أشخاص ضاقت بهم الدنيا و اشتدت عليهم الكروب ، قلق مستمر و حزن و يأس تغلغل في الصدور ... مع هذا كله أتسائل : أين أصوات الضارعين ؟ أين أصوات المستغيثين برب العالمين ؟ لماذا ينسى الناس أن لهم ربا يقول للشيء كن فيكون ؟

نبي الله موسى (عليه السلام) حين هرب مع قومه و لحقهم فرعون بجيوشه العظيمة ... البحر من أمامهم و فرعون من ورائهم ، جاء مصمما على إبادتهم جميعا ، هذا الطاغية الذي ذبح الأطفال و أذاق الناس صنوفا من العذاب جاء إليهم اليوم بقلب مليء بالحقد و الغضب عازما على الانتقام منهم ... هو بجيوشه الجرارة و هم عزل لا حول لهم و لا قوة ، قال الناس : ( إنا لمدركون ) انتهى ، سنقتل اليوم ، ليس هناك أمل و لم تبق أي وسيلة للخلاص ... في وسط هذا كله قال كليم الله ( عليه السلام ) : ( كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) ، لم يكن يعرف كيف سيكون المخرج ، لكنه كان موقنا أن الله معه و لن يتركه و لن يخذله أبدا ... و فعلا نجَى الله نبيه الكريم من كيد الظالمين . أي قوة امتلكها موسى ( عليه السلام ) ... حتى في أحلك الظروف كان على ثقة كبيرة أن الله سينصره و سيفرج عنه .

إن مسنا الضر أو ضاقت بنا الحيل فلن يخيب لنا في ربنا أمل
و إن أناخت بنا البلى فان لنا ربا يحولها عنا فتنتقل
الله في كل خطب حسبنا ، و كفى إليه نرفع شكوانا و نبتهل

إن الذي يدرك هذا المعنى لا يستسلم مهما حدث ، حتى و لو سدت الدروب و أغلقت الأبواب ، يقول الله عز وجل في حديث قدسي : ( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي ) ، و تأمل معي هذه الآية الكريمة : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ "

نعم هو قريب منك ، يفهمك دون أن تتكلم ،و ان دعوته فسيجيبك و لن يخذلك ... توجه إليه بصدق ، قل له ما في قلبك و تأكد أنه لن يضيعك فهو يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء و سيجعل لك من كل هم فرجا و من كل ضيق مخرجا
مهما حصل لا تستسلم للظروف فان لك ربا أكبر من كل شيء ، و ردد دوما : ( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) .





فإن وفق الله وحصلت العناية ، وحلت الرعاية صاح القلب

صيحة الوحداني : معاذ الله.

" كلمات للشيخ د : عائض القرني